Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 86-87)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } ؛ أي لو شِئْنا لَمَحَونَا القرآنَ من القلوب والكتُب ، وأنسَيْنَا ذكرَهُ كَيلاَ يوجدَ له أثرٌ ، { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } ؛ تتوكَّلُ عليه في ردِّ شيءٍ منهُ ، وقولهُ تعالى : { إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } ؛ أي لكِنْ لا نشاءُ ذلك إلا رحمةً من ربك ، فأثبتَ ذلك في قلبكَ وقلوب المؤمنين . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً } ؛ أي حيث اختارَكَ للنبوَّةِ ، واصطفاكَ للرسالةِ ، وخصَّكَ بالوحيِ والقرآن ، وجعلَكَ سيِّدَ ولدِ آدمَ ، وختمَ بكَ الأنبياءَ ، وأعطاكَ المقامَ المحمودَ . وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : " أنَّهُ خَرَجَ وَهُوَ مَعْصُوبُ الرَّأسِ مِنْ وَجَعٍ ، فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمَدَ اللهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : " يَا أيُّهَا النَّاسُ ، مَا هَذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي تَكْتُبُونَ ؟ أكِتَابٌ غَيْرُ كِتَاب اللهِ ، كُلُّ مَنْ كَتَبَ كِتَاباً غَيْرَ كِتَاب اللهِ يُوشِكُ أنْ يَغْضَبَ اللهُ عَلَيْهِ لِكِتَابهِ ، وَلاَ يَدَعُ وَرَقاً وَلاَ قَلْباً إلاَّ أُخِذ مِنْهُ " قَالُواْ : يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ بالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : " مَنْ أرَادَ اللهُ بهِ خَيْراً بَقِيَ فِي قَلْبهِ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ " " . وعن عبدِالله بن مسعودٍ : ( إنَّ أوَّلَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الصَّلاَةَ ، وَلَيُصَلِّيَنَّ أَقْوَامٌ ولاَ دِينَ لَهُمْ ، وَإنَّ هَذا الْقُرْآنَ لَيُصْبحَنَّ وَمَا فِيكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ ) فَقَالَ رَجُلٌ : كَيْفَ يَكُونُ ذلِكَ يَا أبَا عَبْدِالرَّحْمَنِ وَقَدْ أتْقَنَّاهُ فِي قُلُوبنَا ، وَأثْبَتْنَاهُ فِي مَضَاجِعِنَا ، نُعَلِّمُهُ أبَاءَنَا وَأبْنَاءَنَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : ( يَسْرِي بهِ فِي لَيْلَةٍ فَيَذْهَبُ مَا فِي الْمَصَاحِفِ وَمَا فِي الْقُلُوب . وقرأ عبدُالله : { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } ) . وعن عبدِالله قالَ : ( أكْثِرُواْ الطَّوَافَ بالْبَيْتِ قَبْلَ أنْ يُرْفَعَ وَتَبْنِي النَّاسُ مَكَانَهُ ، وَأكْثِرُواْ مِنْ تِلاَوَةِ الْقُرْآنِ قَبْلَ أنْ يُرْفَعَ ) فَقِيلَ : هَذِهِ الْمَصَاحِفُ تُرْفَعُ ، فَكَيْفَ بمَا فِي صُدُور الرِّجَالِ ؟ قَالَ : ( يَسْرِي عَلَيْهِ لَيْلاً فَتُصْبحُواَ مِنْهُ فُقَرَاءَ ، وَتَنْسَوْنَ قَوْلَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ، وَتَقَعُونَ فِي قَوْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأشْعَارهِمْ ) . وعن عبدِالله بن عَمروٍ قال : ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَرْتَفِعَ الْقُرْآنُ مِنْ حَيْثُ نَزَلَ بهِ ، لَهُ دَويٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : مَا بَالُكَ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَب مِنْكَ خَرَجْتُ وَإلَيْكَ أعُودُ ، أُتْلَى وَلاَ يُعْمَلُ بي ) .