Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 23-24)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } ؛ أي لا تَقُلْ إنِّي فاعلٌ شيئاً حتى تَقْرُنَ به قولَكَ إنْ شاءَ اللهُ ، فلعلَّكَ لا تبقَى إلى الغدِ ، ولا تقدرُ عليه من الغدِ . قال المفسِّرون : لَمَّا سألَ اليهودُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن خبرِ الفِتْيَةِ وَعَدَهُمْ أن يُخبرَهُمْ غداً ، ولَم يقُلْ إن شاءَ اللهُ ، فحُبسَ عنه الوحيُ حتى شُقَّ عليه ، وأنزل هذه الآية يأمرهُ بالاستثناءِ بمشيئة اللهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } ؛ قال ابنُ عبَّاس ومجاهدُ : ( مَعْنَاهُ إذا نَسِيْتَ الاسْتِثْنَاءَ ثُمَّ ذكَرْتَهُ فَاسْتَثْنِ ) ، وقال سعيدُ بن جبير : ( إذا قُلْتَ لِشَيْءٍ : إنِّي فَاعِلُهُ غَداً ؛ وَنَسِيْتَ الاسْتِثْنَاءَ بمَشِيْئَةِ اللهِ ، ثُمَّ تَذكَّرْتَ ، فَقُلْ : إنْ شَاءَ اللهُ ، وَإنْ كَانَ بَعْدَ يَوْمٍ أوْ بَعْدَ شَهْرٍ أوْ سَنَةٍ ) . وعن ابنِ عبَّاس : ( مَعْنَاهُ : إذا حَلَفْتَ عَلَى شَيْءٍ وَنَسِيْتَ الاسْتِثْنَاءَ ، ثُمَّ ذكَرْتَ فَاسْتَثْنِ مَكَانَكَ وَقُلْ : إنْ شَاءَ اللهُ وَلَوْ كَانَ إلَى سَنَةٍ مَا لَمْ تَحْنَثْ ) . وقال الحسنُ : ( لَهُ أنْ يَسْتَثْنِيَ فِي الْيَمِيْنِ مَا لَمْ يَقُمْ مِنَ الْمَجْلِسِ ) . وقال إبراهيمُ وعطاء والشعبيُّ : ( لاَ يَصِحُّ الاسْتِثْنَاءُ إلاَّ مَوْصُولاً بالْكَلاَمِ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى هَذا الْقَوْلِ : وَإذا ذكَرْتَ إذا نَسِيْتَ شَيْئاً فَادْعُ اللهَ حَتَّى يُذكِّرُكَ ) . وقال عكرمةُ : ( مَعْنَاهُ : وَاذْكُرْ رَبَّكَ إذا غَضِبْتَ ) . قال وهبُ : ( مكتوبٌ في الإنجيلِ : يا ابنَ آدمَ اذكرونِي حين تغضبُ أذكُرْكَ حين أغضبُ ) . وقال الضحَّاك والسُّدي : هَذا فِي الصَّلاَةِ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ نَسِيَ صَلاَةً أوْ نَامَ عَنْهَا ؛ فَلْيُصَلِّهَا إذا ذكَرَهَا " قَوْلُهُ : { وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً } ؛ أي قُلْ عسى أن يعطيَنِي ربي مِن الآيات والدلالاتِ على النبوَّة ما يكونُ أقربَ في الرَّشد ، وأدلَّ من قصَّة أصحاب الكهف .