Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 46-46)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ؛ أي مما ينتفعُ به في الدُّنيا لا في الآخرةِ ؛ { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } قِيْلَ : إنَّها الصلواتُ الخمسُ ، وَقِيْلَ : جميعُ الطاعاتِ . وسُمِّيت الباقياتُ لبقاء ثوابها للإنسانِ ، بخلاف الأموالِ والأولاد التي لا تبقَى . وقال ابنُ عبَّاس وعكرمةُ ومجاهد : ( هِيَ قَوْلُ الْعَبْدِ : سُبْحَانَ اللهِ ؛ وَالْحَمْدُ للهِ ؛ وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ وَاللهُ أكْبَرُ ) . يدلُ عليه ما رُويَ عن أبي الدَّرداءِ : " أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أخَذ غُصْناً فحرَّكَهُ حتى سقطَ ورَقهُ ، فقالَ : " إنَّ الْمُسْلِمَ إذا قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ ؛ وَالْحَمْدُ للهِ ؛ وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ وَاللهُ أكْبَرُ ، تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّ هَذا ، خُذْهُنَّ إلَيْكَ يَا أبَا الدَّرْدَاءِ قَبْلَ أنْ يُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُنَّ ، فإنَّهنَّ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ " . وعن أنسٍ رضي الله عنه : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ : " خُذُوا حَسْبَكُمْ مِنَ النَّارِ ، قُولُوا : سُبْحَانَ اللهِ ؛ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ وَاللهُ أكْبَرُ ؛ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ ، فَإنَّهُنَّ الْمُقَدِّمَاتُ ؛ وَهُنْ الْمُنْجِيَاتُ ؛ وَهُنَّ الْمُعَقِّبَاتُ ؛ وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ " وقال عثمانُ بن عفَّان وابنُ عمرَ وسعيدُ بن المسيَّب : ( هُنَّ : سُبْحَانَ اللهِ ؛ وَالْحَمْدُ للهِ ؛ وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ وَاللهُ أكْبَرُ ؛ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ ) . وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " " اسْتَكْثِرُواْ مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ " قِيْلَ : مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : " التَّكْبيْرُ ؛ وَالتَّهْلِيْلُ ؛ وَالتَّسْبيْحُ ؛ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ " " وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " إنْ عَجَزْتُمْ عَنِ اللَّيْلِ أنْ تُكَابدُوهُ ، وَعَنِ الْعَدُوِّ أنْ تُجَاهِدُوهُ ، فَلاَ تَعْجَزُواْ عَنْ قَوْلِ : سُبْحَانَ اللهِ ؛ وَالْحَمْدُ للهِ ؛ وَلاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ وَاللهُ أكْبَرُ . فإنَّهَا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ " . وَقِيْلَ : هِيَ كلُّ عملٍ صالح يُثاب عليه . قَوْلُهُ تَعَالَى : { خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } أي أفضلُ ثواباً ، وأفضلُ أملاً من المالِ والبنين .