Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 74-75)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ } ؛ قال سعيدُ بن جبير : ( وَجَدَ الْخَضِرُ غُلْمَاناً ، فَأَخَذ غُلاَماً وَضِيْءَ الْوَجْهِ ) . قال ابنُ عبَّاس : ( كَانَ مِنْ أحْسَنِهمْ وَأصْبَحِهمْ ، فَأَخَذهُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَأصْرَعَهُ وَأضْجَعَهُ ، ثُمَّ ذبَحَهُ بالسِّكِّيْنِ ، وَكَانَ غُلاَماً لَمْ يَبْلُغِ الْحِنْثَ ) . وَقِيْلَ : إنهُ اجتذبَ رأسَهُ فقلعَهُ ، وَقِيْلَ : نزعَ رأسَهُ من جسدهِ ، وَقِيْلَ : رفصَهُ برجلهِ فقتلَهُ ، وَقِيْلَ : ضربَ رأسَهُ فقتلَهُ ، وكان اسمُ الغلامِ خشيود ، وَقِيْلَ : جيشور . و { قَالَ } لهُ موسى حين رأى ذلكَ منهُ : { أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ } ؛ أي أقَتَلْتَ نفساً بريئةً من الذُّنوب ، لَم تجب ما يوجبُ قتلَها . ومن قرأ ( زَاكِيَةً ) فمعناهُ : طاهرةً من الذُّنوب لَم تبلغِ الْحُلُمَ ، { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } ؛ أي قَطِيعاً مُنْكَراً لا يعرفُ في شَرْعٍ . وقد اختلفُوا في هذا الغلامِ أنَّهُ كان بالِغاً أم لَم يكن بالغاً ، إلاّ أن قولَهُ ( بغيرِ نفسٍ ) فيه دليلٌ على أنه بالغاً ، لأن غيرَ البالغِ لا يُقْتَلُ ، وإن قَتَلَ غيرَهُ ، وكان هذا الغلامُ يقطعُ الطريقَ ، ويلجأُ إلى أبويهِ فيحلفان دونَهُ ، وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ : " إنَّ الْغُلاَمَ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبعَ كَافِراً " . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } أي مُنْكَراً عظيماً . قال القتيبي : ( النُّكُرُ أبْلَغُ مِنَ الإمْرِ فِي الإنْكَارِ ؛ لأَنَّ قَتْلَ النَّفْسِ أشَدُّ مِنْ خَرْقِ السَّفِيْنَةِ ) ، وقالَ الزجَّاجُ : ( الإمْرُ أبْلَغُ فِي الإنْكَارِ ؛ لأَنَّ خَرْقَ السَّفِيْنَةِ يُوجِبُ غَرَقَ أهْلِهَا ، وَذلِكَ أعْظَمُ مِنْ قَتْلِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } ؛ ظاهرُ المعنى .