Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 37-37)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ } ؛ قرأ ابنُ كثير بنصب ( آدَمَ ) ورفع ( كَلِمَاتٌ ) بمعنى جاءَتِ الكلماتُ آدمَ من ربه . وفي قولهِ تعالى : { فَتَابَ عَلَيْهِ } اختصارٌ وتقليبُ المذكور ؛ وإلا فهو قد تابَ عليه وعلى حوَّاء . واختلفوا في الكلمات التي تلقَّاها آدمُ ؛ قيل : نزل بها جبريلُ ؛ وهي " سُبْحَانَكَ لاَ إلَهَ إلاَّ أنْتَ وَبحَمْدِكَ ؛ عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِيْنَ ، سُبْحَانَكَ لاَ إلَهَ إلاَّ أنْتَ وَبحَمْدِكَ ؛ عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ أنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ ؛ سُبْحَانَكَ لاَ إلَهَ إلاَّ أنْتَ وَبحَمْدِكَ ؛ عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ " هكذا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعن ابنِ عباس أنَّها : [ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِيْنَ ] . وروي أنه قال : [ يَا رَبِّ ؛ أرَأيْتَ مَا أتَيْتُ ؛ شَّيْءٌ أبْتَدِعُهُ مِنْ نَفْسِي ، أوْ شَيْءٌ قَدَّرْتَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ تَخْلُقَنِي ؟ فَقَالَ : بَلْ شَيْئاً قَدَّرْتُهُ عَلَيْكَ قَبْلَ أنْ أخْلُقَكَ ، قَالَ : يَا رَب فَكَمَا قَدَّرْتَهُ عَلَيَّ فَاغْفِرْ لِي ] . وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال : " تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى ؛ فَقَالَ : لَهُ مُوسَى : أنْتَ آدَمُ الَّذِي أغْوَيْتَ النَّاسَ ؛ وَأخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إلَى الأَرْضِ ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ : أنْتَ مُوسَى الَّذِي أعْطَاكَ اللهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ ؛ وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بالرِّسَالَةِ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أتَلُومُنِي عَلَى أمْرٍ كَانَ قَدْ كُتِبَ عَلَيَّ أنْ أفْعَلَهُ مِنْ قَبْلِ أنْ أُخْلَقَ . فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " . وعن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ قال : [ بَلَغَنِي أنَّ آدَمَ لَمَّا أُهْبطَ إلَى الأَرْضِ مَكَثَ ثَلاَثمِائَةَ سَنَةٍ لاَ يَرْفَعُ رَأَسَهُ حَيَاءً مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ] . وقال ابنُ عباس : [ بَكَى آدَمُ وَحَوَّاءُ عَلَى مَا فَاتَهُمَا مِنْ نَعِيْمِ الْجَنَّةِ ؛ وَلَمْ يَأْكُلاَ وَلَمْ يَشْرَبَا أرْبَعِيْنَ يَوْماً ؛ وَلَمْ يَقْرَبْ آدَمُ حَوَّاءَ مِائَةَ سَنَةٍ ] . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { فَتَابَ عَلَيْهِ } أي تجاوزَ عنه ، { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } ؛ أي يقبلُ توبةَ عباده ؛ رحيمٌ بخلقه .