Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 48-48)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱتَّقُواْ يَوْماً } ؛ معناه : واخْشَوا يوماً ؛ أي عذابَ يومٍ ، { لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً } ؛ أي لا تكفي ولا تُغني . وفيه إضمارٌ ؛ تقديره : واتَّقوا يوماً لا تَجزي فيه نفسٌ عن نفسٍ شيئاً من الشدائدِ والْمَكَارهِ . وقيل : معناهُ : لا تُغني نفسٌ مؤمنة ولا كافرةٌ عن نفسٍ كافرة شيئاً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ } ؛ لأنَّها كافرةٌ ، وكانت اليهودُ تزعم أنَّ آباءَهم الأنبياءُ ؛ كإبراهيم وإسحاق ويعقوب يشفعون لَهم ؛ فآيَسَهم اللهُ تعالى بهذه الآية . وقرأ أهلُ مكة والبصرة ( تُقْبَلُ ) بتاء التأنيث ( الشَّفَاعَةُ ) . وقرأ الباقون بالياء بتقديمِ الفعل ؛ أو لأنَّ تأنيثَه غيرُ حقيقي . وقرأ قتادةُ : ( لاَ يَقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةَ ) بياء مفتوحةٍ ، ونصبَ الـ ( شَّفَاعَةَ ) يعني لا يقبلُ الله . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } ؛ أي فداءٌ كما كانوا يأخذون في الدُّنيا . وسُمِّيَ الفداءُ عَدْلاً ؛ لأنه يساوي المفدى ويُماثله ، قال اللهُ تعالى : { أَو عَدْلُ ذٰلِكَ صِيَاماً } [ المائدة : 95 ] والفرقُ بين العِدل والعَدل : أن العِدل بكسر العين : مثلُ الشيء من جنسه ، وبفتحها بَدَلُهُ ؛ قد يكون من جنسه أو من غيرِ جنسه ، مثل قوله : { طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذٰلِكَ صِيَاماً } [ المائدة : 95 ] . وقولهِ { وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } ؛ أي لا يُمنعون من عذاب الله .