Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 55-55)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عَزَّ وَجَلَّ : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً } ؛ وذلك أن الله عَزَّ وَجَلَّ أمرَ موسى أن يأتيَهُ في ناسٍ من بني إسرائيلَ ؛ فاختارَ موسى من قومهِ سبعين رجلاً من خيارهم ؛ وقال لهم : صومُوا وتطهَّروا وطهِّروا ثيابكم . ففعلوا ذلك ، فخرجَ بهم موسى إلى طور سَيْنَاءَ لميقات ربهِ ؛ فلما بلغُوا هنالك أمرَهم موسى بالْمُكْثِ في أسفلِ الجبل وصعد هو ؛ فقالوا لموسى : أطلُب لنا نسمع كلامَ الله ؛ فوقع على الجبلِ غمام أبيضٌ ؛ فغشاهُ كله . وكان موسى عليه السلام إذا ناجَى ربه وقعَ على وجهه نورٌ ساطعٌ لا يستطيع أحدٌ من بني آدم أن ينظرَ إليه ؛ فضربَ دونه الحجابُ ؛ ودنَا القوم حتى دخلوا في الغمامِ ؛ وخرُّوا سجَّداً ؛ فسمعوهُ وهو يكلِّم موسى يأمرهُ وينهاه ، فأسْمَعهم اللهُ تعالى : { إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ } [ طه : 14 ] أخرجتُكم من مصرَ فاعبدونِي ولا تعبدوا غيري ؛ فلما فَرَغَ موسى وانكشفَ الغمامُ ؛ وأقبلَ إليهم ، قالوا : { لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً } أي لا نصدِّقَ حتى نرى الله عَيَاناً وعلانيةً ، { فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ } ؛ أي فأخَذتهم الصاعقة ؛ أي نزلت نارٌ من السماء فأحرقتهم جميعاً . ويقال : سَمعوا صوتاً فماتُوا . يقال : صُعِقَ فلانٌ ؛ أي هلكَ ، { وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } . قرأ عمرُ وعثمان وعليٌّ بغير ألف ( الصَّعْقَةُ ) . وقرأ ابنُ عباس : ( جَهَرَةً ) بفتح الهاء وهما لُغتان . فلبثوا موتَى يوماً وليلة .