Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 73-73)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا } ؛ أي اضرِبُوا المقتولَ ببعضِ البقرةِ ؛ أي بعُضوٍ منها . واختلفوا في هذا البعضِ ما هو ؟ فقال ابنُ عبَّاس : ( الْعُضْوُ الَّذِي يَلِي الْغُضْرُوفَ وَهُوَ الْمَقْتَلُ ) . وقال الضحَّاك : ( بِلِسَانِهَا ) . وقال سعيدُ بن جبير : ( مُعْجَبُ ذَنَبهَا ؛ وهو العُصْعُصُ ؛ لأنَّهُ أسَاسُ الْبَدَنِ الَّذِي رُكِّبَ عَلَيْهِ ؛ وَهُوَ أوَّلُ مَا يُخْلَقُ وَآخِرُ مَا يَبْلَى ) . وقال مجاهدُ : ( بَدَنِهَا ) . وَقِيْلَ : بفخذِها . وَقِيْلَ : فخذها الأيْمن . وقال السديُّ : ( البُضْعَةُ الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْهَا ) . ففعَلُوا ذلك ، فلما ضرَبُوهُ قامَ القتيلُ حيّاً بإذن الله تعالى وأوداجهُ تَشْخُبُ دَماً . فسألوهُ : مَن قتلَكَ فقال : فلانٌ وفلانٌ ؛ لابني عمٍّ له . ثم اضطجعَ ميْتاً . فأُخذا فقُتلاَ . وفي الآية اختصارٌ تقديرهُ : { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا } فضربوهُ فحيَى . قَوْلُهُ تَعَالَى : { كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ } ؛ أي كما أحيَى عاميلَ بعد موتهِ كذلك يُحيي اللهُ الموتى . { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } ؛ أي عجائب قُدرته ودلالتهِ ، { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ؛ أي لكي تفهمُوا إحياءَ الموتى وغير ذلك . قال الواقديُّ : ( كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ { لَعَلَّكُمْ } فَهُوَ بمَعْنَى ( لِكَي ) غَيْرَ الَّذِي فِي الشُّعْرَاءِ : { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } [ الشعراء : 129 ] فَإِنَّهُ بمَعْنَى كَأَنَّكُمْ تَخْلُدُونَ فَلاَ تَمُوتُونَ ) . والله تعالى كان قادراً على إحيائه بغيرِ هذا السبب ؛ إلا أنَّ الله أمرَهم بذلك ؛ لأن إحياءَ الميتِ بالميتِ آكدُ دليلاً وأبينُ قدرةً .