Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 7-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ } . أي طبعَ على قلوبهم ؛ والختمُ والطبعُ بمعنى واحدٍ ؛ وهو التغطيةُ للشيء . والمعنى طبعَ الله على قلوبهم ؛ أي أغلَقها وأقفلَها ؛ فليست تفقهُ خيراً ولا تفهمهُ . ( وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) فلا يسمعون الحقَّ ولا ينتفعون به ، وإنَّما وحَّدهُ وقد تخللَّ بين جمعين ؛ لأنه مصدرٌ ؛ والمصدرُ لا يُثنى ولا يُجمع . وقيل : أراد سَمْعَ كلِّ واحدٍ منهم كما يقالُ : أتانِي برأسِ كَبشَين ؛ أرادَ برأس كلِّ واحد منهما . وقال سيبويه : ( تَوْحِيْدُ السَّمْعِ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ ؛ لأَنَّهُ تَوَسَّطَ جَمْعَيْنِ ) كقولهِ تعالى : { يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } [ البقرة : 257 ] وقولهِ تعالى : { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ } [ المعارج : 37 ] يعني الأنوارُ والإيْمانُ ؛ وقرأ ابنُ عَبْلَةَ : { وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ } . وتَمَّ الكلام عند قولهِ : { وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ } ثُم قالَ : { وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَاوَةٌ } . أي غطاءٌ وحجابٌ فلا يَرَوْنَ الحقَّ . وقرأ المفضَّلُ بن محمَّدٍ : ( غِشَاوَةً ) بالنصب ؛ كأنه أضمرَ فعلاً أو جملةً على الختم ؛ أي خَتَمَ على أبصارهم غِشاوةً ، يدلُّ عليه قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } [ الجاثية : 23 ] . وقرأ ( غُشَاوَةً ) بضمِّ الغَين . وقرأ الجُحْدَريُّ : ( غَشَاوَةً ) بفتح الغَين . وقرأ أصحابُ عبدِالله : ( غَشْوَةً ) بفتح الغين بغيرِ ألِفٍ . ومن رفعَ ( غِشَاوَةٌ ) فعلَى الابتداءِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } ، يعني القتل والأسرُ . وقال الخليلُ : ( العَذَابُ مَا يَمْنَعُ الإنْسَانَ مِنْ مُرَادِهِ ) . وقيل : هو إيصالُ الألَمِ إلى الحيِّ مع الْهَوَانِ بهِ ؛ ولِهذا لا يُسمَّى ما يفعلُ اللهُ بالبهائم والأطفالِ عذاباً ؛ لأنه لَيسَ على سبيل الْهَوانِ .