Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 124-126)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي } ؛ أي عن مَوْعِظَتِي ، وَقِيْلَ : عن القُرْآنِ فلم يؤمِنْ به ولَم يَتَّبعْهُ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } ، الضَّنْكُ : الضيِّقُ والشدةُ والصُّعوبَةُ . قال ابنُ عبَّاس : ( يَعْنِي أنَّ عَيْشَهُ يَكُونُ مُنَغَّصاً عَلَيْهِ غَيْرَ مُوقِنٍ بالْخَلْفِ وَالْجَزَاءِ ) ، وقال عبدُالله بنُ مسعودٍ وأبو سعيدٍ الخدريُّ والسديُّ : ( مَعَنْى قَوْلِهِ { مَعِيشَةً ضَنكاً } عَذابُ الْقَبْرِ ؛ يَضِيْقُ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ أضْلاَعُهُ ) ، وقال الحسنُ : ( هُوَ الضَّرِيْعُ وَالزَّقُّومُ فِي النَّارِ ) ، قال عكرمةُ : ( هُوَ أكْلُ الْحَرَامِ فِي الدُّنْيَا الَّذِي يُؤَدِّيْهِ إلَى النَّار ) . وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ : " " أتَدْرُونَ مَا الْمَعِيْشَةُ الضَّنْكَةُ ؟ " قَالُواْ : اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ ، قَالَ : " عَذابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ إنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تَسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّيْناً ، لِكُلِّ تِنِّيْنٍ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ ، يَنْهَشُونَهُ وَيَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَ لَحْمَهُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلَوْ أنَّ تِنِّيْناً نَفَخَ فِي الأَرْضِ لَمْ تُنْبتْ شَيْئاً " " وقال ابنُ زيد : ( الْمَعِيْشَةَ الضَّنْكَى : الزَّقُّومُ وَالْغِسْلِيْنُ وَالضَّرِيْعُ ) ، وقال الضحَّاكُ : ( الْكَسْبُ الْخَبيْثُ ) ، وَقِيْلَ : إذا كان العبدُ سَيِّءَ الظنِّ بالله ضاقَ عليه عيشهُ وَضَنِكَ . وقال ابنُ جبير : ( معنى قوله : { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } أي سَلَبَهُ الْقَنَاعَةَ حَتَّى لاَ يَشْبَعَ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ } ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( عَمَى الْبَصَرِ ) ، وقال مجاهدُ : ( أعْمَى عَن الْحُجَّةِ ؛ أيْ لاَ حُجَّةَ لَهُ يَهْتَدِي إلَيْهَا ) ، { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيۤ أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } ؛ بعَيْنَيَّ ، { قَالَ كَذٰلِكَ } ؛ تكونُ كَمَا { أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا } ؛ أي فتَرَكْتَهَا وأعرضتَ عنها ، { وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ } ؛ أي تُتْرَكُ في النار .