Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 1-1)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ طه } ؛ قرأ أبو عمرٍو ووَرْشٌ بفتحِ الطَّاء وكسرِ الْهَاء ، وقرأ حمزةُ والكسائي وخَلَفٌ بكسرِ الطَّاء والْهَاء ، وقرأ الباقون بالتفخيمِ فيهما . واختلفوا في معناهُ ، فقالَ أكثرُ المفسِّرين : إنَّ معناهُ : يا رَجُلُ ؛ يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو قولُ ابن عبَّاس والحسن وعكرمة وابنِ جُبير والضحَّاك وقتادة ومجاهد ، إلاّ أن عكرمةَ قال : ( هُوَ بلِسَانِ الْحَبَشَةِ ) ، وقال قتادةُ : ( إنَّمَا يَقُولُ هَذِهِ اللُّغَةَ أهْلُ السِّرْيَانِيَّةِ ) . وروَى السُّدِّيُّ عن أبي مَلَكٍ معنى قولهِ طه : ( يَا فُلاَنُ ) ، قال الكلبيُّ : ( بلُغَةِ عَكَّ : يَا رَجُلُ ) ، قال ابنُ الأنباريِّ : وَلُغَةُ قُرَيْشٍ وَافَقَتْ تِلْكَ اللُّغَةَ أيْضاً فِي هَذا الْمَعْنَى ؛ لأَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُخَاطِبْ نَبيَّهُ إلاَّ بلِسَانِ قُرَيْشٍ . قَالَ الشَّاعِرُ : @ إنَّ السَّفَاهَةَ طَهَ فِي خَلاَئِقَكُمْ لاَ قَدَّسَ اللهُ أرْوَاحَ الْمَلاَعِيْن @@ يريدُ : يا رجلُ ، وقال آخرُ : @ هَتَفْتُ بطَهَ فِي الْقِتَالِ فَلَمْ يُجِبْ فَخِفْتُ عَلَيْهِ أنْ يَكُونَ مُوَائِلاَ @@ وقُرئ ( طَهْ ) بتسكينِ الْهَاء ، ولهُ معانٍ ؛ أحدُها : أن تكون الْهَاءُ بدلاً من همزةِ الطَّاء كقولِهم في : أرَقْتُ هَرَقْتُ . والآخرانِ : أن يكون على تركِ الهمزة طَا يا رجلُ بقدمِكَ الأرضَ ، ثم يدخلُ الْهاءُ للوقفِ ، فإنه رُويَ : " أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْتَهِدُ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ بمَكَّةَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ ، فَكَانَ إذا صَلَّى رَفَعَ رجْلاً وَوَضَعَ أُخْرَى " فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى { طَهَ } أيْ طَأ الأَرْضَ بقَدَمِكَ . وقال بعضُهم : أولُ السُّورة قَسَمٌ ؛ أقْسَمَ اللهُ بطولهِ وهدايته . وقال بعضُهم : الطاءُ من الطَّهارةِ ، والْهاءُ من الهدايةِ ، كأنهُ تعالى قالَ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم : يَا طَاهِراً مِنَ الذُّنُوب ، وَيَا هَادِياً إلَى عَلاَّمِ الْغُيُوب .