Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 25-28)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي } ؛ أي وَسِّعْ لِي صَدري لأتَمَكَّنَ من تحمُّلِ أثقالِ الرسالة ، والقيامِ بأدائها ومخاصمةِ الناس فيها ، وسَهِّلْ لِي أمرِي برفعِ المشقَّة ووضع الْمَحَبَّةِ . قوله تعالى : { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُواْ قَوْلِي } ؛ أي وَارْفَعْ العُقْدَةَ من لسانِي ؛ ليفقهوا قَولِي : كَلامِي . وكان سببُ العُقْدَةِ في لِسانِهِ أنه كان في حُجرة فرعونَ ، فأتَى يومٌ فأخذ بلحيتهِ فَنَتَفَ منها شيئاً ، وقال فرعونُ لامرأته آسْيَةُ : إنَّ هذا عَدُوِّي المطلوب وَهَمَّ بقتلهِ ، فقالت له آسْيَةُ : لا تفعل ، فإنه طِفْلٌ لا يعقلُ ، ولا يفرِّقُ بين الأشياءِ ولا يُميز ، وعلامةُ ذلك : أنه لا يُميز بين الدُّرَّةِ والجمرةِ ، ثُم جاءت بطِشْتَيْنِ ، فجعلت في أحدِهما الجمرَ من النار ، وفي الآخرِ الجوهرَ والْحِلِيَّ ، ووضعَتْهُما بين يَدَي موسى ، فأراد مُوسى أن يأخذ شيئاً من الحليِّ ، فأخذ جبريلُ بيدهِ فوضعَها على النارِ ، فأخذ جمرةً ووضعَها في فمهِ حتى أحْرَقَ لسانَهُ ، فكانت في لسانهِ رُتَّةٌ ، فدفعَ عنهُ أكثرَ الضَّررين بأقلِّهما . وقد اختلفوا في هذه العُقْدَةِ : هل زَالَتْ بأجمعِها في وقتِ نُبُوَّتِهِ ، أم لاَ ؟ قال بعضُهم - وهو الأصحُّ وإليه ذهبَ الحسنُ - : أنَّ الله استجابَ له ، فَحَلَّ العُقدةَ من لسانهِ ؛ لأنه تعالى قال { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ } [ طه : 36 ] فعلى هذا قولُ فرعونَ { وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } [ الزخرف : 52 ] أي لا يأتِي ببيانٍ يُفْهِمُ ، وكان هذا القولُ كذباً منهُ ؛ ليصرفَ الوجوهَ عنهُ .