Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 46-48)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ } ؛ أي معَكُما بالبصيرةِ والعون ، { أَسْمَعُ } ؛ ما يَرُدُّ عليكُما ، { وَأَرَىٰ } ؛ ما يصنعهُ بكما ، وَقِيْلَ : معناهُ : أسْمَعُ دعاءَكما فأجيبهُ ، وأرى ما يريدُ بكما فأمنعهُ ، ولستُ بغافلٍ عنكُما ، فلا تَهتمَّا ، { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } ؛ أرسلنا إليكَ ، { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } ؛ أي أطلِقْهُم من اعتقالِكَ ، ولا تُتْعِبْهُمْ بالأعمالِ الشَّاقة ، { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } ؛ أي بعلامةٍ من ربك وهي اليدُ والعصا ، وهما أوَّلُ آية ، وَقِيْلَ : اليدُ خاصَّة . وكان فرعونُ قد أتعبَ بنِي إسرائيلَ بالأعمالِ الشَّاقة ، مثلَ اللَّبن والطينِ والبناء ، وما لا يقدرونَ عليه . فلمَّا قال موسى : قَدْ جِئْنَاكَ بآيَةٍ مِنْ رَبكَ ، قال : ما هيَ ؟ فأدخلَ يدَهُ في جيب قميصه ثُم أخرجَها ، فإذا هي بيضاءُ لَها شعاعٌ غَلَبَ نورَ الشمسِ ، ولَم يُرِهِ العصا إلاّ بعدَ ذلك يوم الزِّينة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } ؛ ليس هو بتحيَّةٍ لفرعون ولكن معناهُ : أن مَن اتَّبَعَ الْهُدى سَلِمَ من عذاب الله بدليلِ أنه عَقَّبَهُ بقولهِ تعالى : { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } ؛ أي إنَّما يُعَذِّبُ اللهُ مَن كذبَ بما جئنا به وأعرضَ عنه ، فأمَّا مَن اتَّبَعَهُ فإنه يَسْلَمُ .