Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 51-52)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ فَمَا بَالُ ٱلْقُرُونِ ٱلأُولَىٰ } ؛ قال : ما حالُ ، وما بيانُ الأُممِ الماضية ، لَم يُبعثوا ولَم يُجازَوا على أفعالِهم ، ومعنى البالُ : الشأنُ والحالُ . والمعنَى : مَا حَالُهَا ، فإنَّها لَم تُقِرَّ بالله ، ولكنَّها عبدَتِ الأوثانَ ، ويعني بالقُرُونِ الأُولى ، مِثْلَ قوم نُوحٍ وعاد وثَمودِ ، { قَالَ } موسى : { عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ } ؛ وإذا عَلِمَ لا بدَّ أن يُجازي . وَقِيْلَ : معناهُ : عِلْمُ أعمالِها عند ربي في كتاب الله ، أراد به اللَّوحَ الْمَحفُوظَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } ؛ أي لا يذهبُ عليه شيءٌ ، ولا يخطئُ ولا ينسى ما كان من أمرِهم حتى يُجازِيهم عليه ، وَقِيْلَ : لا يغفلُ ربي ولا يتركُ شيئاً ، ولا يغيبُ عنه شيءٌ ، وفي هذا دليلٌ أنَّ الله تعالى لَم يكتُبْ أفعالَ العبادِ لحاجتهِ في معرفتها إلى الكتاب ، ولكن لمعرفةِ الملائكة . ويقالُ : كان سؤالُ فرعون عن القرونِ الأُولى : هل بُعِثَ فيهم أنبياءُ كما بُعْثْتَ إلينا ، فأحالَها على ما في المعلومِ من أمرها .