Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 56-59)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ } ؛ أي أرَيْنَا فرعونَ آياتنا السَّبع كلَّها فَكَذبَ وَأبَى ، أي قال : ليست هذه مِن الله ، وأبَى أن يُسْلِمَ ويقبلَ ، ونسبَ موسى إلى السِّحر ؛ فـ { قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا } ؛ أي مِصْرَ ، { بِسِحْرِكَ يٰمُوسَىٰ * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ } ؛ أي مِثْلِ ما جِئْتَنَا به ، { فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً } ؛ أي مِيْقَاتاً وأجَلاً في موضعٍ معلوم ، { لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ } ؛ أي لا نجاوزهُ ولا يقع منا خَلْفٌ في حضورهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَكَاناً سُوًى } ؛ أي مكاناً مُستوياً يُبَيِّنُ للناسِ ما بيننا ، ويستوي حالُنا من الرِّضى به . وَقِيْلَ : تستوي مسافتهُ على الفريقينِ فتكونُ مسافةُ كلِّ فريقٍ إليه كمسافة الفريق الآخر . فواعدَهُ موسى يوماً مَعْلُوماً وهو قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ } أي يومُ العيدِ الذي لكم . قال سعيدُ بن جبير : ( كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ) ، قرأ الحسنُ : ( يَوْمَ الزِّيْنَةِ ) بنصب الميم ؛ أي فِي يوم . وقرأ الباقون بالرفعِ على الخبرِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } ؛ أي ضُحى ذلك اليومِ ، وأراد بالناسِ أهلَ مصر ، ومعنى يُحشرون أي يجتمعون إلى العيدِ ، وإنَّما جعلَ موسى موعدَهم نَهاراً في يومِ اجتماعهم ؛ ليكون أبلغَ في الحجَّة ، وأبعدَ من الرِّيبة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَن يُحْشَرَ } يحتمل أن يكون في موضعٍ رفعٍ على معنى موعدٍ كما حُشِرَ الناسُ وقتَ الضُّحى يوم الزينة ، ويحتملُ أن يكون في موضعِ خَفْضٍ عَطْفاً على الزينةِ ، المعنى يومُ الزينةِ ، ويومُ حشرِ الناس في وقتِ الضَّحوة .