Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 63-63)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالُوۤاْ إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ } ؛ أي قال الملأُ من قومِ فرعون : إنَّ موسى وهارون لَسَاحرانِ ، { يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا } ؛ من أرضِ مصرَ ، { وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ ٱلْمُثْلَىٰ } ؛ أي بدِيْنِكُم الأمثلُ ، وَقِيْلَ : معناه : ويَذْهَبَا بأهلِ طريقتكم . واختلفَ القُرَّاء في قولهِ تعالى { إِنْ هَـٰذَانِ } ، قرأ أبو عمرو ( هَذيْنِ ) على اللغة المعروفةِ وهي لغةُ أهلِ الحجاز ، وقرأ نافعُ وابن عامر وحمزةُ والكسائي ( هَذانِ ) بالألفِ وهي لغَةُ كنانةَ وبني الحارثِ بن كعب وخَثْعَمَ وزيدٍ وقبائلَ من اليمنِ : يجعلون ألِفَ الاثنين في الرفعِ والنصب والخفضِ على لفظٍ واحد ، يقولون : أتانِي الزَّيدان ، ورأيتُ الزَّيدان ، مَرَرْتُ بالزيدان . قال الفرَّاءُ : أنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أسَدٍ ، وَمَا رَأيْتُ أفْصَحَ مِنْهُ : @ فَأَطْرَق إطْرَاقَ الأُفْعُوَانِ وَلَوْ يَرَى مَسَاغاً لِنَابَاهُ الشُّجَاعُ لَصَمَّمَا @@ ويقولون : كَسَرْتُ يَدَاهُ وَرَكِبْتُ عُلاَهُ ، يعني يديهِ وعليه ، قال شاعرُهم : @ تَزَوَّدَ مِنَّا بَيْنَ أُذْنَاه ضَرْبَةً دَعَتْهُ إلَى هَابي التُّرَاب عَقِيْمُ @@ أراد بين أُذُنيهِ فقال آخرُ : @ أيُّ قُلُوصِ رَاكِبٍ تَرَاهَا طَارُوا عَلاَهُنَّ فَطِرْ عَلاَهَا @@ أي عليهنَّ وعليها ، وقال آخرُ : @ إنَّ أبَاهَا وَأبَا أبَاهَا قَدْ بَلَغَا فِي الْمَجْدِ غَايَتَاهَا @@ وقال بعضُهم ( إنْ ) هنا بمعنى : نَعَمْ . رويَ أنَّ أعرابياً سألَ ابن الزُّبير شيئاً فَحَرَّمَهُ ، فقال : لَعَنَ اللهُ نَاقَةً حَمَلَتْنِي إلَيْكَ ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : ( إنْ وَصَاحِبُهَا ) يعنِي نَعَمْ . وقال الشاعرُ : @ بَكَرَ الْعَوَاذِلُ فِي الصَّبا حِ يَلُمْنَني وَألُومُهُنَّهْ وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلاَ كَ وَقَدْ كَبرْتَ فَقُلْتُ إنَّهْ @@ أي نعم . وقد ذكرَ أهلُ النحوِ لتصحيح هذه القراءةِ وجُوهاً : أحدُها : ضَعْفُ عملِ ( إنْ ) لأنَّها تعملُ بالمشبَّه بالفعلِ وليست بأصلٍ في العمل ، ألا ترى أنَّها لَمَّا خُففت لَم تعمل . والثانِي : أنَّها تشبهُ ( اللَّذيْنِ ) في البناءِ ؛ لأن ( اللَّذيْنِ ) في الرفع والنصب والخفض سواءٌ ، ولأنَّ الألفَ في ( هَذانِ ) ليس ألفَ التشبيهِ لوجودها في الوِحْدَانِ ، وإنَّما زيْدَتْ النونُ في التثنيةِ ليكون فرقاً بين الواحدِ والاثنين ، كما قالواُ ( الَّذِيْ ) ثُم زادوا نُوناً تدلُّ على الجمعِ ، قالوا ( الَّذِيْنَ ) في رفعِهم ونصبهم . والثالثُ : ( إنْ ) ها هُنا مخففة وليست مضمرة إلاّ أنه حُذفت الهاء . والرابعُ : أنه لَمَّا حُذفت الألِفُ صارت ألفَ التثنية عِوَضاً منها . والخامسُ : أنَّ ( إنْ ) بمعنى نَعَمْ .