Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 68-70)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } ؛ عليهم بالظَّفَرِ والغلبة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ } ؛ يعني العصَا ، { تَلْقَفْ مَا صَنَعُوۤاْ } ؛ أي تَلْقَمْ وتَبْلَعْ ما طَرحُوا من العصيِّ والحبالِ ، { إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ } ؛ أي أنَّ الذي صنعوهُ كَيْدُ سَاحِرٍ . وقُرئ ( كَيْدُ سِحْرٍ ) كما قالوا بمعنى حذر ، { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } ؛ أي لا يَغْلِبُ حَقَّكَ بباطلهِ . وَقِيْلَ : لا يُسْعَدُ السَّاحرُ حيث كان . فألقَى موسى عصاهُ فتلقَّفت جميعَ ما صنعوا ، ثُم أخذها موسى فرجعت عصا كما كانت ، { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ } ؛ فما رفَعُوا رؤوسَهم حتى رأوا الجنةَ والنار ، ورأوا ثوابَ أهلِها ، فعندَ ذلك قالوا : ( لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ البيِّنات ) يعني الجنةَ والنار ، وما رأوا مِن درجاتِهم . قال : وكانتِ امرأةُ فرعون تسألُ مَنْ غَلَبَ ؟ فقيل لَها : موسى ، فقالت : آمنتُ برب موسى وهارون ، فأرسلَ إليها فرعونُ ، فقال : انظرُوا إلى أعظمِ صخرة تَجدونَها فأْتُوها ، فإنْ هي رجعت عن قولِها وإلاّ فألْقُوها عليها ، فلما أتَوها رفعت ببصرِها إلى السَّماءِ فرأتِ الجنَّةَ فقالت : { رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ } [ التحريم : 11 ] فانْتُزِعَتْ روحُها ، والصخرةُ على جسدٍ لا روحَ فيه .