Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 87-87)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالُواْ } ؛ أي الذين لَم يعبدوا العجلَ ، { مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } ؛ ونحنُ نَملكُ من أمرِنا شيئاً ؛ أي لَم نُطِقُ رَدَّ عَبَدَةِ العجلِ مِن ما ارتكبوهُ لكثرَتِهم وقِلَّتِنَا ؛ لأنَّهم اثنا عشر ألفاً ، والذين عَبَدُوا العجلَ خمسُمائة ألفٍ وثَمانية وثَمانون ألفاً ؛ لأنَّهم كانوا جميعاً ستُمائة ألف . وأكثرَ القُرَّاءُ ( بِملْكِنَا ) بالكسرِ أي بأمرِنا . ومَن قرأ بفتحِ الميم فهو المصدرُ ، ومَن قرأ بضمِّ الميم فمعناه : بسُلطاننا وقُدرتنا ؛ أي لَم نقدِرْ على ردِّهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ } ؛ أي أثْقَالاً وحمالاً من حِلِيِّ آلِ فرعون ، والوِزْرُ في اللغة : هو الْحِمْلُ الثقيلُ ، وذلك أن موسَى كان أمرَهم أن يستعيرُوا مِن حِلِيِّهم حين أرادوا أن يَسْرُوا ، هكذا روي عن ابنِ عباس . وَقِيْلَ : إنهم كانوا استعارُوها ؛ ليتزيَّنُوا بها في عِيْدٍ كان لَهم ، ثم يردُّوها عليهم عند الخروجِ ، وكان ذلك ذنْباً منهم ، فعلى ذلك يكونُ معناه : حُمِّلْنَا آثاماً مِن حِلِيِّ القوم . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { فَقَذَفْنَاهَا } ؛ أي فَقَذفْنَا الحِلِيَّ في النارِ ليُذابَ ، { فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } ؛ ما معهُ من الحليِّ كما ألقينا ، وذلكَ أنَّ اللهَ تعالى قد وَقَّتَ لِموسى ثلاثينَ ليلةً ثُم أتَمَّها بعشرٍ ، فلما مضت الثلاثونَ قال السامريُّ : إنَّما أصابَكم هذا عقوبةً لكم بالحليِّ الذي معكم ، فاجْمَعُوها حتى يجيءَ موسى فيقضي فيها ، فجُمعت لهُ ، فصنعَ منها العجلَ في ثلاثةِ أيَّام ، ثُم قَذفَ فيه القبضةَ التي اتخذها من أثَرِ فرسِ جبريلَ .