Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 112-112)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ } ؛ أي قُل لَهم يا مُحَمَّدُ : رب احْكُمْ بعذاب أهلِ مكَّة الذي هو حقٌّ نازلٌ بهم ، والحقُّ : ها هُنا هو العذابُ ، كأنه استعجلَ العذابَ لقومه ، فعُذِّبُوا يومَ بدرٍ . قال قتادةُ : " كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا شَهِدَ قِتَالاً قَالَ : " رَب احْكُمْ بالْحَقِّ " ، قال الكلبيُّ : ( فَحَكَمَ عَلَيِهِمْ بالْقَتْلِ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَيَوْمَ الأَحْزَاب ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ، وَيَوْمَ الْخَنْدَقِ ) . والمعنى : أفْصِلْ بَيْنِي وبين المشركين بما يظهرُ به مِن الحقِّ للجميعِ . وقرأ حفصٌ : ( قُلْ رَب احْكُمْ بالْحَقِّ ) على الخبرِ ؛ أي قالَ الرسولُ ذلك . وقرأ الضحَّاك ويعقوب : ( قِيْلَ رَب احْكُمْ بالْحَقِّ ) بإثبات الياءِ على وجه الخبرِ ؛ أي هو أحكَمُ الحاكِمين ، وكيفَ يجوزُ أن يسألَهُ أن يَحْكُمَ بالحقِّ ، وهو لا يحكمُ إلاّ بهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } ؛ أي على كَذِبكُمْ وباطلِكم وقولِكم : ما هَذا إلاَّ بَشَرٌ مثلُكم ، وقولكم : اتَّخَذ الرحمنُ ولَداً . والوَصْفُ بمعنى المكذب كقولهِ تعالى { سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ } [ الأنعام : 139 ] ، وقولهِ { وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } [ الأنبياء : 18 ] .