Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 30-30)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا } ؛ قال ابنُ عبَّاس وعطاءُ والضحَّاك : ( يَعْنِي كَانَتَا شَيْئاً وَاحِداً مُلْتَزِقَتَيْنِ ، فَفَصَلَ اللهُ بَيْنَهُمَا بالْهَوَاءِ ) ، قال كعبُ : ( خَلَقَ اللهُ السَّمَاواتِ وَالأَرْضَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ خَلَقَ ريْحاً وَسْطَهُما ، فَفَتَحُمهَا بهَا ) . وقال مجاهدُ : ( كَانَتِ السَّمَاوَاتُ طَبَقَةً وَاحِدَةً فَفَتَقَهَا ، فَجَعَلَهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ، وَكَانَتِ الأَرْضُونَ مُرْتَفِعَةً طَبَقَةً وَاحِدَةً فَفَتَقَهَا اللهُ تَعَالَى ، فَجَعَلَهَا سَبْعَ أرْضِيْنَ ) ، وقال عكرمةُ : ( كَانَتِ السَّمَاءُ رَتْقاً لاَ تُمْطِرُ ، وَالأَرْضُ رَتْقاً لاَ تُنْبتُ ، فَفَتَقَ السَّمَاءَ بالْمَطَرِ ، وَالأَرْضَ بالنَّبَاتِ ) . وأصلُ الرَّتْقِ السِّدُّ ، ومنهُ قيلَ للمرأةِ التي فرجُها ملتحمٌ : رَتْقَاءَ . وأصلُ الفَتْقِ الفتحُ ، وذلك أنَّ السماواتِ والأرضَ كانت مُستويَتين لا فَتْقَ فيهما لِخروج الزَّرْعِ ونزولِ الغيث ، ففُتِقَتِ السماءُ بالمطر ، والأرضُ بالنباتِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } ؛ أي أحيينا بالمطرِ والنبات كلَّ ما على الأرضِ من حيوانٍ ، يعني أنه سببُ كلِّ شيء . وقال بعضُهم : يعني أنَّ كل شيءٍ حيٍّ فهو مخلوقٌ من الماءِ لقوله تعالى { وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ } [ النور : 45 ] . قال أبو العالية : ( يَعْنِي النُّطْفَةَ ) ، فعلى هذا لا يتعلقُ هذا بما قَبْلَهُ ، وهو احتجاجٌ على المشركينَ بقُدرةِ الله تعاَلى ، { أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ } ؛ أي أفلا يصدِّقُون بالإلهِ الذي فَعَلَ ذلك ؛ ليعلموا أنهُ الإلهُ دونَ غيرهِ . وإنَّما قال ( رَتْقاً ) ولَم يقل رَتْقَيْنِ ؛ لأن الرِّتْقَ مصدرٌ . المعنى : كانتا ذوَي رَتْقٍ فجعلناهما ذوَاتَي فَتْقٍ .