Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 47-47)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } ؛ أي نضعُ الموازينَ ذواتِ القسط لأهلِ يوم القيامة . قال الحسنُ : ( هِيَ مِيْزَانٌ لَهُ كَفَّتَانِ وَلِسَانٌ ، لاَ يُوزَنُ فِيْهَا غَيْرُ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، يُجَاءُ بالْحَسَنَاتِ فِي أحْسَنِ صُورَةٍ ، وَبالسَّيِّئَاتِ فِي أقْبَحِ صُورَةٍ ، فَلاُ يُنْقَصُ مِنْ حَسَنَاتٍ أحَدٍ ، وَلاَ يُزَادُ فِي سَيِّئَاتِ أحَدٍ ) . وقال مجاهدُ : ( هَذا مَثَلٌ ، وَإنَّمَا أرَادَ بالْمِيْزَانِ الْعَدْلَ ) . ويروى : أنَّ داودَ عليه السلام سألَ رَبَّهُ أن يُرِيَهُ الميزانَ ، فلما رآهُ غَشِيَ عليهِ ثُم أفاقَ ، فقال : إلَهِي مَن الذي يقدرُ أنْ يَملأ كفَّته حسناتٍ ؟ فقالَ : يا داودُ إنِّي إذا رضيتُ عن عبدي ملأتُهما بتمرةٍ . ويقالُ : إنَّما يُوزنُ خاتِمَةَ العملِ ، فمَن كان خاتِمةُ عملهِ خيراً ، جُوزيَ بخيرٍ ، ومَن كان شرّاً جُوزيَ بشَرٍّ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا } ؛ وإن كان العملُ الذي عَمِلَهُ وزنَ حبَّة من خَرْدَلٍ أتَيْنَا بهَا للجزاءِ ، وَقِيْلَ : معناهُ : وإنْ كان الظلامةُ مثقالَ حبَّة من خردلٍ أحضرناها للمجازاة حتى لا يبقى لأحدٍ عند أحدٍ ظلامةٌ . قرأ أهلُ المدينةِ ( مِثْقَالُ ) بالرفع على ( إنْ كَانَ ) بمعنى وَقَعَ لا خبرَ لَها ، وقرأ العامةُ بالنصب على معنى وإن كانَ ذلك الشيءُ ، ومثلهُ في لقمان . قوله تعالى : { وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ } ؛ أي مُحْفِظِيْنَ ، وَقِيْلَ : حافِظِين ؛ لأن مَن حَسَبَ شيئاً عَلِمَهُ وحَفِظَهُ .