Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 5-6)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } ؛ أي قالَ الكفارُ : إنَّ ما أُتِيَ به مُحَمَّدٌ تَخالِيْطُ رُؤْيَا رآها في الْمَنَامِ ، و ( بَلْ ) ها هنا انتقالٌ إلى خبرٍ آخرَ عنهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { بَلِ ٱفْتَرَاهُ } أي قالوا اخْتَلَقَهُ كَذِباً من تلقاءِ نفسه ، ثُم قالوا : ( بَلْ هُوَ شَاعِرٌ ) فجعلوا يَنْقِضُونَ أقوالَهم قولَ متحيِّرٍ لا يُمْكِنُهُ الجزمُ على أمرٍ واحد . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } ؛ بالآياتِ ، نحوُ انقلاب البحر ، وإحياءِ الموتى ، والناقة والعصا . فقال اللهُ تعالى مُجيباً لَهم : { مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } ؛ أي ما آمَنَتْ قَبْلَ مشركي مكَّة { مِّن قَرْيَةٍ } يعني أهلَها ، والمعنى : ما آمَنَتْ من قريةٍ مُهْلَكَةٍ بالآياتِ الْمُرْسَلَةِ ، فكيفَ يُؤْمِنُ هؤلاء ؟ والمعنى : أنَّ مَجِيْءَ الآياتِ لو كان سَبَباً للإيْمانِ من غيرِ إرادة الله لكان سَبباً لإيْمانِ أولئكَ ، فلما بَطَلَ ذلك بَطَلَ هذا .