Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 11-11)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَاتُ فِي أُنَاسٍ مِنْ بنِي أسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، أصَابَتهُمْ سَنَةٌ شَدِيْدَةٌ فَأَجْدَبُوا فِيْهَا ، فَمَضَوا بعِيَالِهِمْ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى الْمَدِيْنَةِ مُهَاجِرِيْنَ ، فَكَانُواْ إذا أُعْطُواْ مِنَ الصَّدَقَةِ ، وَأصَابُواْ خَيْراً اطْمَأَنُّواْ بذلِكَ وَفَرِحُواْ بهِ ، وَإنْ أصَابَهُمْ وَجَعٌ وآفَةٌ ، وَوَلَدَتْ نِسَاؤُهُمُ الْبَنَاتِ ، وَتَأَخَّرَتْ عَنْهُمُ الصَّدَقَةُ ، قَالُواْ : مَا أصَابَنَا مُذْ كُنَّا عَلَى هَذا الدِّيْنِ إلاَّ شَرٌّ ، فَيَنْقَلِبُ عَنْ دِيْنِهِ ، وَذلِكَ الْفِتْنَةُ ) . ومعنى الآيةِ { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } أي على ضَعْفٍ في العبادةِ ، لضَعْفِ القيامِ على الأحْرُفِ لا يدخلُ في الدِّين على ثباتٍ وتَمَكُّنٍ . وَقِيْلَ : معناهُ : على شَكٍّ كأنه قائمٌ على حَرْفِ جدارٍ وطرفِ جَبَلٍ ، لا يدخلُ في الدِّين على ثباتٍ ويقين وطُمأنينة ، فهو كالمضطرب على شفا جُرْفٍ ، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ } ؛ رخاءً وعافية وسعة ، { ٱطْمَأَنَّ بِهِ } على عبادةِ الله بذلك الخيرِ ، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } ؛ أي مِحْنَةُ تَضْييقِ الْعَيْشِ ونحوِ ذلك ، { ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } ؛ أي رَجَعَ إلى دينه الأوَّل وهو الشِّرْكُ باللهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ } ؛ أي خَسِرَ في الدُّنيا العِزَّ والغنيمة ، وفي الآخرة الجنَّةَ ، { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } ؛ أي الظاهرُ . قرأ الأعرجُ ويعقوبُ : ( انْقَلَبَ عَلَى وَجْههِ خَاسِراً الدُّنْيَا والآخِرَةِ ) بالألف ( وَالآخِرَةِ ) بالخفض ، ونَصَبَ ( خَاسِرَ ) على الحالِ .