Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 19-20)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ } ؛ أرادَ بالخصمينِ المؤمنينَ والكفارَ ، وَقِيْلَ : أهلُ الكتاب وأهل القُرْآنِ ، والمعنى : اختَصَمُوا في دِين ربهم ، فقالتِ اليهودُ والنصارى : نحنُ أولَى باللهِ منكم ؛ لأنَّ نبيَّنا قَبْلَ نبيِّكم ، وكتابَنا قبلَ كتابكم ، وقال المسلمونَ : نحنُ أحقُّ باللهِ منكم ، آمَنَّا بكتابنا وكتابكُم ونبيِّنا ونبيِّكم ، وأنتُم كفرْتُم بنَبيِّنَا حَسَداً . وَقِيْلَ : أرادَ بالخصمينِ الفريقين الذين تَبَارَزُوا يومَ بَدْرٍ . والخصمُ يقع على الواحدِ والجميع ، ألا ترَى أنه جَعَلَ الكفارَ خصماً ، والمؤمنين خَصْماً ، ولِهذا قال ( اخْتَصَمُوا ) ؛ لأنَّهما جَمْعَانِ وليس برَجُلين . وكان أبو ذرٍّ رضي الله عنه يُقْسِمُ أنَّ هذه الآية نَزَلَتْ في ستَّةِ نَفَرٍ مِن قُريشٍ تَبَارَزُواْ يومَ بدرٍ بثلاثةٍ من المؤمنين وهم : ( حَمْزَةُ ؛ وَعَلِيٌّ ؛ وَعُبَيْدَةُ بْنِ الْحَارثِ ) وثلاثةٌ مِن المشركين وهُم : ( عُتْبَةُ ؛ وَشَيْبَةُ ؛ وَالْوَلِيْدُ بْنُ عُتْبَةَ ) ، قال : وقال عليٌّ رضي الله عنه : ( إنِّي لأَوَّلُ مَنْ يُبْعَثُ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَي اللهِ عَزَّوَجَلَّ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ } ؛ أي نُحَاسٌ قد أُذِيْبَ في النار فيُجْعَلُ على أبدانِهم بمَنْزِلَةِ الثياب ، وليس شيءٌ إذا حُمِيَ أشدُّ حَرّاً من النُّحاس ، { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } ؛ وهو الماءُ الحارُّ الذي قد انتَهَى حرُّهُ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ } ؛ أي يُذابُ بالحميمِ الذي يصبُّ مِن فوقِ رؤوسهم ما في بطونِهم من الشُّحوم حتى يخرجَ من أدبارهم ، وتُذابُ به الجلودُ أيضاً ، فإن جلودَهم تتساقطُ من حرِّ الحميم . والصَّهْرُ الإذابَةُ ، يقالُ : صَهَرْتُ الإلْيَةَ بالنَّارِ أصهرها ؛ أي أذبتُها .