Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 46-46)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } ؛ أي أفَلَمْ يَسِرْ قومُكَ يا مُحَمَّدُ في أرضِ اليَمَنِ والشَّام ؛ لينظروا آثارَ الْمُهْلَكِيْنَ ، فِيعقلوا بقلوبهم ما نَزَلَ بمن كَذِب من قبلهم ، ويسمَعُوا بآذانِهم خَبَرَ الأممِ الْمُكَذِّبَةِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَتَكُونَ لَهُمْ } نُصِبَ على جواب الْجَحْدِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ } ؛ الهاءُ في قوله { فَإِنَّهَا } عمادٌ ، وهو إضمارٌ على شريطةِ التفسير ، والمعنى : فإنَّ الأبصارَ لا تَعْمَى ؛ أي يَرَوْنَ بأبصارهم ، { وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } ؛ قلوبُهم بذهابها عن إدراكِ الحقِّ بما يؤدِّي إليه الدليلُ . وفي الآية دليلٌ أنَّ العقلَ في القلب بخلاف ما قالَهُ الفلاسفةُ والأطباء : أن مَحَلَّ العقلِ الرأسُ الدماغ ؛ لأن العقلَ لو لَم يكن في القلب لَم يُوصَفِ القلبُ بأن يَعْمَى ، كما لا تُوصَفُ بذلك اليدُ والرِّجل ، وأما وصفُ القلوب بأنَّها في الصُّدور فعلى وجهِ التأكيد ، كما في قولهِ تعالى { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم } [ آل عمران : 167 ] ، وقولهِ تعالى { وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] .