Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 67-69)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ } ؛ أي لكلِّ أهلِ دِين جعلنا شَريعةً هم عاملون بها ، وَقِيْلَ : مَوْضِعاً تعتادُونه لعبادةِ الله ، ومَكَاناً تعيشونه وتعملون الخيرَ فيه . وَقِيْلَ : معناهُ : لكلِّ أُمَّةٍ جعلنا عِبَراً . وقال قتادةُ : ( مَوْضِعُ قُرْبَانٍ يَذْبَحُونَ فِيْهِ ) ، وَقِيْلَ : الْمَنْسَكُ جميعُ العباداتِ التي أمرَ اللهُ بها ، كما قالَ صلى الله عليه وسلم يومَ الأضحى : " إنَّ أوَّلَ نُسُكٍ فِي يَوْمِنَا هَذا الصَّلاَةُ ثُمَّ الذبْحُ " وَقِيْلَ : أراد بالمنسكِ في هذه الآية الْمَذْبَحَ الذي يتقرَّبون فيه بذبائحِهم إلى اللهِ تعالى ، كما جعلَ مكاناً منحراً للإنسان ؛ لأن النُّسُكَ إذا أُطْلِقَ أُريد به الذبحُ من جهة القُرْبَةِ ، كما قالَ { فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } [ البقرة : 196 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ } ؛ معناه : النَّهْيُ عن المنازعةِ بعد ظهورِ ما يوجبُ نَسْخَ الشرائعِ المتقدِّمة ، كما يقالُ : لا يُخَاصِمُكَ فلانٌ في هذا الأمرِ . وَقِيْلَ : معناهُ : لا ينازعنَّكَ في أمرِ الذبح ، وذلك أن كفارَ قريش خَاصَمُوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابَهُ في أمرِ الذبيحة ؛ وقالوا : ما لكم تأكلونَ ما قتلتُم بأيديكم ، ولا تأكلونَ ما قَتَلَهُ اللهُ ؟ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } ؛ أي أدْعُ إلى دينِ ربكَ وطاعته إنَّكَ على هُدًى مستقيمٍ ، وَقِيْلَ : على دَلاَلَةٍ ودينٍ مستقيم . { وَإِن جَادَلُوكَ } ؛ على سبيلِ المراءِ والتَّعْنُّتِ كما يفعلهُ السفهاء ، { فَقُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } ؛ أي إدفَعْهُم بهذا القول ، ولا تُجَادِلْ إلاّ لِتَبْييْنِ الحقِّ ، والمعنى : وإنْ خَاصَمُوكَ في أمرِ الذبيحةِ فَقُلِ اللهُ أعْلَمُ بمَا تَعْمَلُونَ مِن التكذيب فهو يُجازيكم به ، وهذا قَبْلَ الأمرِ بالقتال . وقولهُ تعالى : { ٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ؛ أي يَقْضِي بينَكم يومَ القيامة ، { فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } من الدِّين والذبيحةِ .