Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 115-116)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } ؛ أي أظَنَنْتُمْ أنْا خَلَقْنَاكُمْ للعَبَثِ تأكلونَ وتشربون وتفعلونَ ما تُريدون وتَموتون ، { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } ؛ أي فلا تُحشرونَ للحساب ، ولا تُرجعون إلى موضعٍ لا تَملِكون فيه لأنفُسِكم ضَرّاً ولا نفعاً ؟ قال ابنُ عبَّاس : ( مَعْنَاهُ : أفَحَسِبْتُمْ أنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً كَمَا خَلَقْنَا الْبَهَائِمَ ، لاَ ثَوَابَ لها وَلاَ عِقَابَ عَلَيْهَا لَمَا قَالَ { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } [ القيامة : 36 ] أي يُهْمَلَ كَمَا تُهْمَلُ الْبَهَائِمُ ؟ قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَتَعَالَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ } ؛ أي هو الْمَلِكُ الْحَقُّ الذي لهُ الملكُ ؛ لأنه مَلَكَ غَيْرَهُ ، وكلُّ مَن مَلَكَ غَيْرَهُ فملكهُ مستعارٌ له ، فإنه لا يَملِكُ إلاّ بتمليكهِ الله إياه ، فكأنه لا يعتَدُّ بملكه في ملكِ الله . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ } ؛ سُمي العرشُ كَرِيْماً لكثرةِ خيرهِ بمن حولَهُ ، يقالُ : فلانٌ كريمٌ ؛ أي كثيرُ الخيرِ .