Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 2-2)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } ؛ أي مُتواضِعُون خائفون ، ويقالُ : سَاكِنُونَ بالقلب والجوارح فلا يَلْتَفِتُونَ يَميناً ولا شِمالاً ، كما رُوي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " أنَّهُ رَأى رَجُلاً يَعبَثُ بلِحْيَتِهِ فِي الصَّلاَةِ ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " وَلَوْ خَشَعَ قَلْبُهُ لَخَشَعَتْ جَوَارِحُهُ " " ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " أنَّهُ كَانَ إذا وَقَفَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ بَصَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ ، فلمَّا نزلت هذه الآيةُ جعل نَظَرَهُ إلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ " وحقيقة الخشوع : هو جَمْعُ الْهِمَّةِ لتدبُّر الأفعال والأذكارِ . وعن الحسنِ أنه قال : ( إنَّ الْخَاشِعِيْنَ هُمْ الَّذِيْنَ لاَ يَرْفَعُونَ أيْدِيَهُمْ فِي الصَّلاَةِ إلاَّ فِي التَّكْبيْرَةِ الأُوْلَى ) وقال ابنِ عبَّاس : ( مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : { خَاشِعُونَ } أيْ أذِلاَّءُ ) ، وقال مجاهدُ : ( الْخُشُوعُ هُوَ غَضُّ الْبَصَرِ وَخَفْضُ الْجَنَاحِ ) . وكان الرجلُ من العلماءِ إذا قامَ إلى الصلاةِ يخافُ الرحمنَ أن يُسْنِدَ بصرَهُ إلى شيءٍ ، وأن يُحَدِّثَ نفسَهُ بشيءٍ من الدُّنيا . وقال عمرُو بن دينارٍ : ( لَيْسَ الْخُشُوعُ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ ، وَلَكِنَّهُ السُّكُونُ وَحُسْنُ الْهَيْئَةِ فِي الصَّلاَةِ ) . وقال عطاءُ : ( هُوَ أنْ لاَ تَعْبَثَ بشَيْءٍ مِنْ جَسَدِكَ فِي الصَّلاَةِ ) ، وعن أبي ذرٍّ قال : قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قَامَ أحَدُكُمْ إلَى الصَّلاَةِ فَإنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ ، فَلاَ يُحَرِّكَنَّ الْحَصَى " وَقِيْلَ : نظرَ الْحَسَنُ إلى رجلٍ يعبثُ ويقول : اللهم زوِّجني مِن الْحُور العِيْنِ ، فقال لهُ الحسنُ : ( بئْسَ الْخَاطِبُ أنْتَ ، تَخْطُبُ وَأنْتَ تَعْبَثُ ) . وقال قتادةُ : ( الْخُشُوعُ هُوَ وَضْعُ الْيَمِيْنِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلاَةِ ) . وقال بعضُهم : ( هُوَ جَمْعُ الْهِمَّةِ لَهَا وَالإعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهَا ) .