Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 51-52)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قولهُ : { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } ؛ انتصبَ ( قَوْلُ ) على خبرِ كانَ ، واسْمُها { أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } . وذلك أن عَلِيّاً رضي الله عنه بَاعَ مِنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه أرْضاً بالْمَدِيْنَةِ لاَ يَنَالُهَا الْمَاءُ ، فَجَاءَ قَوْمٌ عُثْمَانَ فَنَدَّمُواْ عُثْمَانَ عَلَى مَا صَنَعَ وَقَالُواْ لَهُ : لاَ تَذْهَبْ فِي خُصُومَتِكَ مَعَ عَلِيٍّ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإنَّهُ يَحْكُمُ لَهُ ! فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ عُثْمَانُ ، وَتَحَاكَمَا إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَضَى لِعَلِيٍّ رضي الله عنه ، فَأَبَى قَوْمُ عُثْمَانَ أنْ يَرْضُواْ بقَضَائِهِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه : { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } أي سَمعنا قولكَ يا رسولَ اللهِ وأطَعْنا أمرَكَ ورضينا بحُكمِكَ وقضائِكَ ، وإنْ كان ذلك فيما يكرهونَهُ ويضرُّ بهم . وقولهُ تعالى : { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } ؛ يعني الرَّاضِينَ بقضاءِ الله ورسوله . فلما نزلَتْ هذه الآيةُ أقْبَلَ عثمانُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ : ( يَا رَسُولَ اللهِ ؛ وَاللهِ لَئِنْ شِئْتَ لأَخْرُجَنَّ مِنْ أرْضِي كُلِّهَا الَّتِي أمْلِكُهَا وَأدْفَعُهَا إلَيْهِ ) فأنزلَ اللهُ تعالى : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ } ؛ معناهُ : ومَن يُطِعِ اللهَ ورسولَهُ فيما ساءَهُ وسرَّهُ ويخشَ الله فيما مضى من ذنوبهِ ويتَّقِ اللهَ فيما بعدُ فلم يَعْصِ اللهَ ، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } ، برضَى الله وحسناتهِ .