Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 32-32)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } ؛ وذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا تَحدَّاهم بالْقُرْآنِ وأمرَهم أن يأتُوا بسورةٍ من مثلهِ ، فعجَزُوا عن ذلكَ ولزِمَتهم الحجةُ فجعلوا يطلبون الحجَّة بالشُّبهةِ ، فقالوا : لو كانَ نبيّاً لأُنزِلَ عليه القُرْآنُ جملةً واحدةً ، كما أُنزِلَتِ التوراةُ والإنجيل والزَّبورُ . والمعنى : أن الكفارَ قالوا : هَلاَّ أُنزِلَ عليه القُرْآنُ جملةً واحدة في وقتٍ واحد ، كما أنزِلت التوراةُ على موسى ؛ والإنجيلُ على عيسَى ؛ والزبورَ على داودِ ، فبيَّنَ اللهُ أن ذلك ليس بشبهةٍ ، فقال : { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } ؛ أي كذلكَ أنزلناهُ إليكَ متفرِّقاً لنقوِّي به قلبَكَ ، فتزدادُ به بصيرةً ويسهلُ عليك ضبطهُ وحِفظهُ ، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقرأُ ولا يكتبُ ، بخلافِ موسى وعيسى . ويقالُ : كأنَّ الله تعالى يعلمُ أن القومَ يسألونَهُ عن أشياء ويؤْذُونه ، فأنزَلَ الجوابَ عَقِبَ السُّؤالِ ليكون أحسنَ موقِعاً وأدعَى إلى الانقيادِ وأبلغَ في إلزام الحجَّة . وقولهُ تعالى : { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } ؛ أي فرَّقناهُ تفْريقاً ، فقال لو رتل إذا كان متفرِّقاً غيرَ منظومٍ ، وأسنانٌ مرتَّلةٌ : اذا كانت مفلَّجَة ، ومنهُ قوله { وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [ المزمل : 4 ] أي فَرِّق الحروفَ بعضها ببعض . قال ابنُ عباس : ( مَعْنَاهُ : وَبَيَّنَّاهُ تَبْييْناً ) ، وقال السديُّ : ( فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيْلاً ) .