Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 105-111)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } ؛ قال الزجَّاجُ : ( دَخَلَتِ التَّاءُ هَا هُنَا ، وَ ( قَوْمُ ) مُذكَّرٌ ؛ لأنَّ الْمُرَادَ الْجَمَاعَةُ ) أي كذبَتْ جماعةٌ قومُ نوحٍ ومَن قبلَهُ من الرُّسل ، { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } ؛ عذابَ اللهِ بتوحيده وطاعتهِ ، وكان أخوهُم من النَّسب لا من جهةِ الدِّين ، { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } ؛ على الرِّسالةِ فيما بَينِي وبين ربكم . وَقِيْلَ : معناهُ : كنتُ أمِيناً فيكم قبلَ اليومِ ، فكيفَ تتَّهمُونِي اليومَ ، { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } ؛ فيما أمَرَكم به ، { وَأَطِيعُونِ } ؛ فيما أدعُوكم إليه وأطيعونِي فيما أمُرُكم به من الإيْمان والتوحيد . { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } ؛ أي على الدُّعاء إلى التَّوحيدِ ، { مِنْ أَجْرٍ } ؛ مَا ، { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ؛ وَقِيْلَ : ما أسألُكم على تبليغِ الوحي والرِّسالةِ مَالاً فيصدُّكم عن القَبولِ منِّي ، وتعتقدون فِيَّ الطمعَ . وقولهُ تعالى : { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } ؛ أي اتَّقُوا عقابَ اللهِ ، وأطِيعُوا أمْرِي ، وتكريرُ { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } : لأنَّ الأول ( اتَّقُوا اللهَ وَأطِيْعُونِ ) لأنِّي رسولُ رب العالَمين أمينٌ ، والثانِي ( اتَّقُواْ اللهَ وَأطِيْعُونِ ) لأنِّي مَا أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْرٍ . فـ { قَالُوۤاْ } له : { أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ } ؛ أي أنُقِرُّ بكَ ونصدِّقُكَ وقد اتَّبَعَكَ سَفَلَتُنَا وهم الأرْذلُونَ الأقَلُّونَ ، وكان قد آمَنَ بنوحٍ ضُعفاءُ قومهِ وبنُوهُ ، وكان أكثرُ مَن اتَّبعَهُ يخصُّون بصناعاتٍ خَسِيسَةٍ مثل الْحُوَكِ والأسَاكِفَةِ ، فلذلك قال لهُ أشرافُ قومهِ : { وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ } ، ويقرأُ : ( وَأتْبَاعُكَ الأَرْذلُونَ ) وهي قراءةُ يعقوبَ ؛ أي أشْيَاعُكَ وأهلُ دِينك . قال الزجَّاج : ( وَالصِّنَاعَاتُ لاَ تَضُرُّ فِي بَاب الدِّيَانَاتِ ) ، وقال عطاءُ : ( يَعْنُونَ بالأَرْذلُونَ : الْمَسَاكِيْنَ الَّذِيْنَ لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ ) .