Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 153-155)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ * مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } ؛ أي قالَ له قومهُ : إنَّما أنتَ مِمَّنْ سُحِرَ مرَّةً بعد مرةٍ ، فلا نؤمنُ بكَ . ويقال : الْمُسَحَّرُ هو الْمُعَلَّلُ بالطعامِ والشَّراب ، والسِّحْرُ مَجرَى الطعامِ ، يقال : انتفخَ سِحْرُهُ ؛ أي رئَتهُ والمعنى : لستَ بمَلَكٍ ، إنَّما أنتَ بشرٌ مثلُنا لا تَفْضُلُنَا في شيءٍ ، لستَ بملَكٍ ولا رسولٍ ، { فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } ؛ إنكَ رسولُ اللهِ إلينا . قال ابنُ عبَّاس : ( سَأَلُوهُ أنْ يُخْرِجَ لَهُمْ نَاقَةً حَمْرَاءَ عَشْرَاءَ مِنْ صَخْرَةٍ مَلْسَاءَ ، فَتَضَعُ وَنَحْنُ نَنْظُرُ ، وَتَرِدُ هَذا الْمَاءَ فَتَشْرَبُ . فَخَرَجَ بهِمْ إلَى تِلْكَ الصَّخْرَةِ الَّتِي ذكَرُوهَا ، ثُمَّ دَعَا اللهَ تَعَالَى فَتَمَخَّضَتْ تِلْكَ الصَّخْرَةُ كَمَا تَتَمَخَّضُ الْمَرْأةُ الْحَامِلُ عِنْدَ الْوِلاَدَةِ ، فَخَرَجَتْ مِنْهَا نَاقَةٌ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي سَأَلُوهَا لاَ نَظِيْرَ لَهَا فِي النُّوقِ ، وَكَانَ يَسُدُّ جَنَبَاهَا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ مِنْ عِظَمِهَا ) . فـ { قَالَ } لَهم صالِحُ : { هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } ؛ أي اجْعَلُوا الشِّرْبَ بينها وبينَكم مُنَاوَبَةً ، لَها نَوْبَةٌ يوم لا تحضُرون معها ، ولكُم نوبةٌ يوم لا تحضرُ معَكُم . قال قتادة : ( فَكَانَ يَوْمُ شِرْبهَا تَشْرَبُ مَاءَهُمْ كُلَّهُ أوَّلَ النَّهَارِ وَلاَ يَبْقَى لَهُمْ مِنْهُ شَيْءٌ ، وَتَسْقِيهِمُ اللَّبَنَ حَتَّى تَمْلأَ جَمِيْعَ آنِيَتِهِمْ ، فَإذا كَانَ يَوْمَ شِرْبهم كَانَ الْمَاءُ لَهُمْ وَلِمَوَاشِيهِمْ لاَ تُزَاحِمُهُمُ النَّاقَةُ فِيْهِ ) . والشِّرْبُ في اللغة : هو النَّصِيْبُ مِن الماءِ ، والشُّرْبُ بضمِّ الشين المصدرُ ، والشَّرْبُ بفتح الشينِ جماعةُ الشَّرَاب .