Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 213-214)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } ؛ الخطابُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم والمرادُ به غيرهُ ، والمعنى : كلُّ مَن دعَا معَ اللهِ إلَهاً آخرَ كان معَ الْمُعذبين . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } ؛ أي رَهْطُكَ الأدنَين وهم بنُو هاشمٍ وبنو المطَّلِب خاصَّة . فلما نزلَتْ هذه الآيةُ " نَادَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " يَا آلَ غَالِبٍ ؛ يَا آلَ لُؤَيِّ بْنِ كَعْبٍ ؛ يَا آلَ مُرَّةَ ؛ يَا آلَ كِلاَبٍ ؛ يَا آلَ قُصَيٍّ ؛ يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ " فَأَتَوهُ وَقَالُواْ : مَا تُرِيْدُ ؟ ! قَالَ : " أرَأيْتُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أنَّ جَيْشاً ظَلَّكُمْ ؛ أكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي ؟ " قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " فَإنِّي نَذِيْرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَي عَذابٍ شَدِيْدٍ ، وَإنِّي لاَ أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إلاَّ أنْ تَقُولُواْ : لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ " . ثُمَّ قَالَ : " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ؛ اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ ؛ فَإنِّي لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ؛ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً ، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِب ؛ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً ، يَا صَفِيَّةَ عَمَّةَ مُحَمَّدٍ ؛ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئاً ، يَا فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ ؛ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئاً " " . وعن ابنِ عبَّاس قال : ( لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } ؛ " صَعَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا فَقَال : " يَا صَبَاحَاهُ ! " فَاجْتَمَعَتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ ؛ فَقَالُواْ : مَا لَكَ ؟ ! قَالَ : " أرَأيْتُمْ إنْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ الْعَدُوَّ مُصْبحُكُمْ أوْ مُمَسِّيكُمْ ؛ أمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي ؟ " قَالُواْ : بَلَى ، قَالَ : " فَإنِّي نَذِيْرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَي عَذابٍ شَدِيْدٍ " . قَالَ أبُو لَهَبٍ : تَبّاً لَكَ ! ألِهَذا دَعَوْتَنَا جَمِيْعاً ؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } [ المسد : 1 ] إلى آخِرِها ) . ومعنى الآية : عَرِّفْ قرابتَكَ يا مُحَمَّدُ أنَّكَ لا تُغنِي عنهم من اللهِ شيئاً إنْ عَصَوْهُ . والفائدةُ في تخصيصِ الأقربينَ بالإنذارِ : أنَّهم كانوا أقربَ إليهِ ، كما قالَ تعالى { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ } [ التوبة : 123 ] وكما أنَّ الأوْلَى بالإنسانِ في البرِّ والصِّلةِ أن يبدأ بالأقرب فالأقرب .