Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 97-102)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } ؛ أي في النارِ مع آلِهتهم ورُؤسائِهم : { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ؛ وقولهُ تعالى { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ؛ أي تَاللهِ ما كُنَّا إلاّ فِي ضلالٍ مُبين حيثُ سوَّينَاكُمْ برَبِّ العالَمين ، فأَعْظَمْنَاكُمْ وعَبَدْنَاكم وعَدَلْنَاكم به ، يُقِرُّونَ على أنفسِهم بالخطأ ، { وَمَآ أَضَلَّنَآ } ؛ عنِ الْهُدَى ، { إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } ؛ يعني الشَّياطينَ . وَقِيْلَ : أضَلُّونا الذين اقْتَدَيْنَا بهم ، { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } ؛ يشفعُ لنا مِن الملائكةِ والنبيِّين والمؤمنينَ حين يَشْفَعُونَ لأهلِ التوحيدِ ، { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ؛ أي ولا ذِي قرابةٍ يهمُّهُ أمرُنا . والْحَمِيْمُ : القريبُ الذي تَوَدُّهُ وَيَوَدُّكَ . قال ابنُ عبَّاس : ( إنَّ الْمُؤْمِنَ يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُؤْمِنِ الْمُذْنِب وَالصَّدِيْقِ الصَّاحِب الَّذِي يَصْدُقُ فِي الْمَوَدَّةِ ) . وفي الحديثِ : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ : " إنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ فِي الْجَنَّةِ : مَا فَعَلَ صَدِيْقِي فُلاَنٌ ؟ وَصَدِيْقُهُ فِي النَّارِ ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : أخْرِجُواْ لَهُ صَدِيْقَهُ إلَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ مَن بَقِيَ : فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِيْنَ ، وَلاَ صَدِيْقٍ حَمِيْمٍ " . ثُم قالوا : { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } ؛ أي رَجْعَةً إلى الدُّنيا ، { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ؛ المصدِّقين بالتوحيدِ ليحِلَّ لنا الشفاعةَ كما حَلَّتْ لأهلِ التوحيدِ .