Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 34-35)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَتْ إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا } ؛ أي قالَتْ مُجيبةً لَهم عن التعريضِ بالقتالِ : إنَّ الملوكَ إذا دخَلُوا قريةً عُنْوَةً عن غفلةٍ وقِتَالٍ أفْسَدُوها ؛ أي خرَّبُوهَا وأهْلَكُوهَا ، { وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً } أي وأهَانُوا أشرَافَها وكُبَراءَها كي يستقيمَ لَهم الأمرُ . وَقِيْلَ : معنى قولهِ { وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً } أي بالقَتْلِ والأسرِ والاستعباد وأخذِ المالِ ، وانتهى الكلامُ ها هنا . قال اللهُ تصديقاً لَها : { وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ } ؛ أي كما قالَتْ هُم يفعلُونَ . ومعنى الآية : أنَّها حذرَتْهُمْ مسيرَ سُليمانَ إليهم ودخولَ بلادِهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ } ؛ وذلك أنَّها لَمَّا تدبَّرَتْ في أمرِها قَوَّتِ الْمُلاطفةَ بالْهَدايَا ، وكانت مِن أولادِ الملوكِ ، تعرفُ عادتِهم وحُسْنَ مواقع الهدايا عندَهم ، فإنَّ ذلك هو الأَولى ، وكانت بلقيسُ امرأةً لَبيْبَةً أدِيْبَةً ، فقالَت بهذا القولِ اختِبَاراً لسليمانَ : أمَلِكٌ هو أم نَبيٌّ ؟ فإن كان مَلِكاً قَبلَ الْهَدايا وتَرَكَ الوُصولَ إلى بلدِها ، وإنْ كان نَبيّاً لَم يرضَ بالْهَدِيَّةِ ، ولا يُرضِيه إلاّ أن تَتَّبعَهُ ، فهيَّأَتِ الْهَدايا من الْمِسْكِ والعَنْبَرِ والعُودِ وغيرِ ذلك ، وأهدت له خَمسَمِائَةِ عبدٍ وخَمسَمِائَةِ جَاريةٍ ، وأهدَتْ له أيضاً صِحَافَ الذهب وخمسَمائة لَبنَةٍ من ذهبٍ وخمسَمائة لَبنَةٍ من فِضَّةٍ ، وتَاجاً مُكَلَّلاً بالدُّرِّ والياقوتِ .