Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 40-40)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ } ؛ وهو آصِفُ بن بَرَخْيَا كان يعلَمُ الاسمَ الأعظمَ الذي إذا دُعِيَ به أجابَ ، وهذا قولُ أكثرِ المفسِّرين . وقال بعضُهم : هو جبريلُ ، وَقِيْلَ : هو مَلَكٌ من الملائكةِ . وقولهُ تعالى : { أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } ؛ قال ابنُ جبير : ( قَالَ لِسُلَيْمَانَ : انْظُرْ إلَى السَّمَاءِ ، فَمَا طَرَفَ حَتَّى جَاءَ بهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ) . والمعنى : حتى يعودَ إليك طَرْفُكَ بعد مَدِّهِ إلى السَّماء . وَقِيْلَ : معناهُ : بقدر ما تفتحُ عينَيْكَ ، وهذا الكلامُ عبارةٌ عن المبالغةِ في السُّرعةِ . قال محمَّدُ بن اسحاق : ( انْخَرَقَ مَكَانُ عَرْشِهَا حَيْثُ هُوَ ، ثُمَّ نَبَعَ بَيْنَ يَدَي سُلَيْمَانَ ) ومثلُ هذا رُويَ عن ابنِ عبَّاس . وقال الكلبيُّ : ( خَرَّ آصِفُ سَاجِداً وَدَعَا بالاسْمِ الأَعْظَمِ ، فَغَارَ عَرْشُهَا تَحْتَ الأَرْضِ حَتَّى نَبَعَ عِنْدَ كُرْسِيِّ سُلَيْمَانَ ) . قال أهلُ المعانِي : لا يُنْكَرُ من قدرةِ الله " نقله " من حيث كانَ ، ثُم يوجدهُ حيث كانَ سليمانُ بالأفضلِ ، لدعاءِ الذي عندَهُ علمٌ من الكتاب ، ويكونُ ذلك كرامةً للولِيِّ ومعجزةً للنبيِّ . واختلَفُوا في ذلكَ الدُّعاءِ الذي دعَا به آصِفُ ، فقال مقاتلُ ومجاهد : ( يَا ذا الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ ) ، وقال الكلبيُّ : ( يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ) ، وَقِيْلَ : قالَ له سليمانُ : قد رأيتُكَ تُرْجِعُ شفَتيكَ فَمَا قُلْتَ ؟ قالَ : قلتُ إلَهِي وَإلَهَ كلِّ شيء واحدٌ لا إلهَ إلاّ أنتَ إئْتِ بهِ . وقال بعضُهم : هو يا إلَهَنَا وإلهَ كلِّ شيء ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ لا إلهَ إلاّ أنتَ . وقال الحسنُ : ( اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ : يَا رَحْمَنُ ، وَذلِكَ أنَّهُ لاَ يُسَمَّى أحَدٌ بهَذيْنِ الاسْمَيْنِ عَلَى الإطْلاَقِ غَيْرُ اللهِ عَزَّ وَجلَّ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً } ؛ أي فلمَّا رأى سليمانُ العرشَ مستَقِرّاً ، { عِندَهُ } ، نَابتاً بين يديهِ ، { قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي } ؛ أي هذا التمكينُ من حصولِ المراد من حصولُ فَضْلِ اللهِ وعطائهِ ، { لِيَبْلُوَنِيۤ } ؛ أي ليَخْتَبرَنِي ويَمْتَحِنَني على هذه النعمةِ ، { أَأَشْكُرُ } ؛ أأشكرهُ فيما أعطانِي من نعمةٍ ، { أَمْ أَكْفُرُ } ؛ أي أتركُ شُكرَها ، { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } ؛ أي مَن شَكَرَ نعمةَ ربهِ فإنَّما منفعةُ شُكْرِهِ راجعٌ إلى نفسهِ ، يعني ثوابَ شُكرِهِ يعودُ إليه ، { وَمَن كَفَرَ } ؛ أي تَرَكَ شُكْرَ نعمتهِ ، { فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ } ؛ عنهُ وعن شُكرهِ ، { كَرِيمٌ } ؛ يقبلُ الشُّكْرَ ؛ أي ويزيدُ عليه في النعمةِ في الدُّنيا ويثيبُ عليه في العُقبَى .