Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 47-47)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } ؛ أي تَشَاءَمْنَا بكَ وبمَن معكَ بما لَحِقَنَا من نُقصَانِ الزَّرعِ والثمار والمياهِ . والتَّطََيُّرُ : هو التَّشَاؤُمُ ، وأصلهُ : تَطَيَّرْنَا بكَ وَبمَنْ مَعَكَ ، وذلكَ أنه قحط المطرِ عنهم وجَاعُوا فقالوا : أصَابَنَا هذا البلاءُ والضرُّ من شُؤمِِكَ وشُؤْمِ أصحابكَ . وإنَّما ذُكِرَ التطيُّرُ بلفظِ التَّشَائُمِ على عادةِ العَرَب في نِسْبَتِهِمُ الشُّؤْمَ إلى ما يَأْتِي من الطَّيرِ ناحيةَ اليَدِ الشِّؤمَى وهي اليُسْرَى ، ويُسَمُّونَ الطَّيرَ الذي يأتِي من ناحية اليد اليُسْرَى البَارحُ ، وأما الطَّيْرُ الذي يأتِي من ناحيةِ اليد اليُمْنَى فهو السَّانِحُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } ؛ أي قال لَهم صالِحُ عليه السلام رَدّاً عليهم : { طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } أي الشُّؤْمُ أتَاكُم من عندِ الله بكُفْرِكُمْ ، وهذا الذي أصَابَكم من الْجَدْب والخصب عندَ الله مكتوبٌ عليكم ، لاَزمٌ لكم في أعنَاقِكم وليسَ ذلك إلَيَّ ولا علمهُ عندِي ، وهذا كقولهِ { يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ } [ الأعراف : 131 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } ؛ أي تَخْسَرُونَ في الدُّنيا باختلافِ الأحوالِ من الخير والشرِّ . وَقِيْلَ : معناهُ : بل أنتُمْ قومٌ تُعَذبُونَ بذُنُوبكُمْ . وَقِيْلَ : تُمْتَحَنُونَ بإرسَالِي إليكُم لِتُثَابُوا على مُتابَعَتِي ، وتُعَاقَبُوا على مُخَالَفَتِي . وَقِيْلَ : بمعنى { تُفْتَنُونَ } أي تُعاقَبون كما في قولهِ تعالى : { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } [ الذاريات : 14 ] أي عُقوبَتَكُمْ .