Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 66-66)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } ؛ فيه قِراءَتان ، قرأ الحسنُ والأعمش وشَيبة ونافع وعاصمُ وحمزة والكسائي وخَلَفُ ( بَلْ ادَّارَكَ ) بكسرِ اللام وتشديد الدال ؛ أي تَدَارَكَ وتتابعَ عليهم في الآخرةِ ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : { حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً } [ الأعراف : 38 ] ، وقرأ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرٍو ويعقوب ومجاهد ( بَلْ أدْرَكَ ) مِن الإدراكِ ؛ أي تَبعَ ولَحِقَ ، كما يقالُ : أدْرَكَهُ عِلْمِي ؛ أي بَلَغَهُ ولَحِقَهُ . قال ابنُ عبَّاس : ( يُرِيْدُ مَا جَهِلُوهُ فِي الدُّنْيَا ، وَسَقَطَ عِلْمُهُ عَنْهُمْ عَلِمُوهُ فِي الآخِرَةِ ) . وقال السديُّ : ( اجْتَمَعَ عِلْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمْ يَشُكُّواْ وَلَمْ يَخْتَلِفُواْ ) . وقال مقاتلُ : ( بَلْ عَلِمُواْ فِي الآخِرَةِ حِيْنَمَا عَايَنُوهَا مَا شَكُّواْ فِيْهِ وَعَمَواْ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا ) . { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا } ؛ أي بل هُم اليومَ في الدُّنيا في شَكٍّ من السَّاعةِ ، { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } ؛ جمع عَمٍ ، وهو عَمِيُّ القلب ، وَقِيْلَ : معنى { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } مُتَحَيِّرُونَ بتَرْكِ التأمُّلِ ، يقال : رجلٌ عَمِهٌ وَعَامِهٌ وعَمٍ ، إذا كان مُتَحَيِّراً ، وقومٌ عَمُونَ ؛ أي مُتَحَيِّرُونَ ، ويجوزُ أن يكونَ معنى ( ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ ) أي لَحِقَ علمُهم ذلكَ بما نُصِبَ لَهم من الأدلَّةِ ، بل هم في شكٍّ منها بتركِ التأمُّلِ .