Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 91-92)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } ؛ أي قُل يا مُحَمَّدُ للمشركينَ : { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } يعني مكَّة { ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } أي الذي حَرَّمَ فيها ما أحلَّ في غيرِها من الاصطيادِ ؛ والاختلاءِ ؛ والقَتْلِ ؛ والسَّبيِ ؛ والظُّلم ، وأن لا يهاج فيها أحدٌ حتى يخرجَ منها ، فلا يصادُ صيدُها ولا يختَلَى خِلاَلَها . وَقِيْلَ : معنى { حَرَّمَهَا } أي عظَّم حُرمَتها ، فجعلَ لَها من الأمنِ ما لَم يجعل لغيرِها . وقولهُ تعالى : { وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ } ؛ لأنه خَالِقُهُ ومَالِكُهُ . وقرأ ابنُ عبَّاس ( الَّتِي حَرَّمَهَا ) أشارَ إلى البلدةِ . وقولهُ تعالى : { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } ؛ أي وأُمِرْتُ أنْ أكونَ مِن المسلمينَ الْمُخْلِصِيْنَ للهِ بالتَّوحيدِ ، { وَأَنْ أَتْلُوَ ٱلْقُرْآنَ } ؛ عليكُم يا أهلَ مكَّة ، يريدُ تلاوةَ الدَّعوةِ إلى الإيْمانِ . وفي الآية تعظيمٌ لأمرِ الإسلامِ وتِلاَوَةِ القُرْآنِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } ؛ أي مَن اهتَدَى فإنَّما منفعةُ اهتدائهِ راجعةٌ إلى نفسهِ ، { وَمَن ضَلَّ } ؛ أي ضلَّ عن الإيْمانِ والقُرْآنِ وأخطأَ طريقَ الْهُدَى ، { فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } ؛ أي مِن الْمُخَوِّفِيْنَ ، فليس عَلَيَّ إلاّ البلاغُ ، فإنِّي لَم أوْمَرْ بالإجْبَارِ على الْهُدَى ، وليسَ عَلَيَّ إلاّ الإنذارُ ، وكان هذا قَبْلَ الأمرِ بالقتالِ .