Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 68-68)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } ؛ وذلكَ أنَّ الوليدَ بن المغيرةِ كان يقولُ : لَولاَ نُزِّلَ هَذا الْقُرآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيْمٌ ، يعني نفسَهُ وأبا مسعودٍ الثقفيُّ ، فأنزلَ اللهُ هذه الآيةَ { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } مَن يُنَبَّؤُ للرسالةِ والنُّبوةِ ؛ أي فكما أن الخلقَ إليه يخلقُ ما يشاء ، فكذلك الاختيارُ إليهِ في جميع الأمور ، فيختارُ مِمَّنْ خَلَقَ ما يشاءُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } ؛ ابتداءُ الكلامِ نفيُ الاختيار عن المشركين ، وذلك أنَّهم اختَارُوا الوليدَ بن المغيرةِ من مكَّة وأبُو عُرْوَةَ بن مسعودٍ من الطَّائف ، فقالَ اللهُ { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } أي ليسَ لَهم الاختيارُ على اللهِ ، ثُم نَزَّهَ اللهُ نَفْسَهُ فقالَ : { سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ؛ ومن قرأ ( وَنَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةَُ ) من غيرِ أنْ يَقِفَ على ( وَنَخْتَارُ ) ، جعلَ ( مَا ) بمعنى الَّذي ، كأنَّه قال : ونَخْتَارُ الذي لَهم الْخِيَرَةُ فيصنعُ بهم ما صَلُحَ لَهم ، وأنشدَ محمودُ الورَّاقُ :