Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 78-78)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } ، قال عطاءُ : ( فَكَفَرَ قَارُونُ لَمَّا رَأى أنَّ الْمَالَ حَصَلََ لَهُ بعِلْمِهِ وَلَمْ يَرَ ذلِكَ مِنْ عَطَاءِ اللهِ ) . والمعنى : قال قارونُ : إنَّما أعطيتُ هذا المالَ على عِلْمٍ عندي بوجوهِ الاكتساب والتِّجارات لا يعلمُها أحدٌ غيرِي . وَقِيْلَ : معناهُ : على عِلْمٍ عندي يعني لفَضْلِ عِلمِي ، فكنتُ أهلاً لِمَا أُعطِيتهُ ، وكان أقرأهم للتوراةِ ، والمعنى : فضَّلَنِي اللهُ عليكم بهذا المالِ ، لفَضْلِي عليكم بالعلمِ ، يعني علمَ الكيمياءِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً } ؛ معناهُ : { أَوَلَمْ يَعْلَمْ } هذا المسكينُ الذي قد أعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ وما مَلَكَ من الدُّنيا يعني قارونَ { أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ } بالعذاب { مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ } حين كذبوا رسولَهُ { مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً } ؛ للمالِ والْخَدَمِ والْحَشَمِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } ؛ معناهُ : لا يُسْئَلُ الْمُجرمونَ عن ذُنوبهم في الآخرةِ ، فإنَّهم يُعرَفُونَ بسِيمَاهُمْ . قال قتادةُ : ( إنَّهُمْ يَدْخُلُونَ النَّارَ بغَيْرِ حِسَابٍ ) . وأما قوله تعالى { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ الحجر : 92 ] فإنَّهم يُسئَلُونَ سُؤالَ تَقْرِيْعٍ وتَوْبيْخٍ ، كما قال الحسنُ في معنى هذه الآيةِ ( أنَّهُمْ لاَ يُسْئَلُونَ سُؤَالَ الاخْتِيَار لِيَعْلَمَ ذلِكَ مَنْ قَبْلَهُمْ ، وَإنَّمَا يُسْئَلُونَ سُؤَالَ التَّوْبيْخِ وَالْمُنَاقَشَةِ ) .