Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 85-85)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ } ؛ معناهُ : إنَّ الذي فَرَضَ عليك العملَ بالقُرْآنِ لرَادُّكَ إلى بَلَدِكَ يعني مكَّة ، فإنَّ مَعَادَ الرجُلِ بَلَدُهُ . وَقِيْلَ : معناهُ : ( إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ) أي أنْزَلَ عليكَ القُرْآنَ . وقال الزجَّاجُ : ( فَرَضَ عَلَيْكَ الْعَمَلَ بمَا يُوجِبُهُ الْقُرْآنُ ) . تقديرُ الكلامِ : فَرَضَ عليكَ أحكَامَ القُرْآنِ أو فرائضَ القُرْآنِ { لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ } يعني مكَّة . قال مقاتلُ : " خَرَجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى الْغَار لَيْلاً ، ثُمَّ هَاجَرَ مِنْ وَجْهِهِ ذلِكَ إلَى الْمَدِيْنَةِ ، فَسَافَرَ فِي غَيْرِ طَرِيْقٍ مَخَافَةَ الطَّلَب ، فَلَمَّا أمِنَ رَجَعَ إلَى الطَّرِيْقِ ، فَنَزَلَ بالْجُحْفَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِيْنَةَ ، وَعَرَفَ الطَّرِيْقَ إلَى مَكَّةَ فَاشْتَاقَ إلَيْهَا ، وَذَكَرَ مَوْلِدَهُ وَمَوْلِدَ آبَائِهِ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيْلُ فَقَالَ لَهُ : أتَشْتَاقُ إلَى بَلَدِكَ وَمَوْلِدِكَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قَالَ جِبْرِيْلُ : فََإنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ { إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ } يَعْنِي إلَى مَكَّةَ ظَاهِراً عَلَيْهَا " ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ بالْجُحْفَةِ ، فَلَيْسَتْ بمَكِّيَّةٍ وَلاَ مَدَنِيَّةٍ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { قُل رَّبِّيۤ أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } هذا جوابُ كُفار مكَّة لَمَّا قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : إنَّكَ في ضلالٍ مُبين ! فقال اللهُ تعالى : { رَّبِّيۤ أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ } يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم { وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } يعني المشركينَ . والمعنى : إنَّ الله قد عَلِمَ أنِّي جئتُ بالْهُدَى وإنَّكم لَفِي ضلالٍ مُبين .