Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 142-142)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عَزَّ وَجَلَّ : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ } ؛ معناهُ : أظننتُم يا معشرَ المؤمنين { أنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ } جِهَادَ الْمُجَاهدينَ ولا صَبْرَ الصابرينَ وَاقِعاً فيهم مُشَاهَدَةً ، وهذا استفهامٌ بمعنَى الإنكار لِظَنَِّهِمْ وَحُسْبَانِهِمْ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ } أي وَلَمْ يعلَمِ اللهُ ، يقولُ الرجلُ لِمَا يفعلُ مَعْنَاهُ : لَمْ يَفْعَلْ ؛ انضمَّ إليهِ حرفُ ( مَا ) ، وقرأ الحسنُ ( وَيَعْلَمِ الصَّابِرينَ ) بالكسرِ عطفاً على قولهِ { وَلَمَّا يَعْلَمِ } . وأما قراءةُ النَّصب فهو نصبٌ على الظرفِ ؛ يعني على صَرْفِ آخرِ الكلامِ عن أوَّلِه على تقدير : وأن يَعْلَمَ الصابرينَ ، وهو قولُ الكوفيِّين . وأمَّا البصريُّون فَيُسَمُّونَهُ نَصْباً على الجمعِ . قال الشاعرُ : @ لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُق وَتَأتِى مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْكَ إذا فَعَلْتَ عَظِيْمُ @@ أي لا يكن منكَ النَّهْيُ عن خُلُقٍ معَ إتيانِ مثلِه ، ويقالُ : لا تأكلِ السَّمكَ وتشربَ اللَّبنَ ؛ أي لا يكونُ منكَ الجمعُ بينَهما .