Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 42-42)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، معطوفُ على { إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَانَ } ، والمرادُ بالملائكة جبريل عليه السلام على ما تقدَّم . ومعنى { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ } أي اختارَكِ لطاعتهِ وعبادته ، { وَطَهَّرَكِ } من الكُفْرِ بالإيْمان والطاعاتِ ، كما قالَ : { لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } [ الأحزاب : 33 ] أرادَ طهارةَ الإيْمَانِ والطاعَات ، وقيل : معناهُ : وطهَّرَكِ من الأدنَاسِ كلِّها ؛ مِن الحيضِ والنِّفاسِ وغير ذلكَ . وقََوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي اختارَكِ على أهلِ زمانِك بولادة عيسَى من غيرِ أبٍ . وقيل : معنَى الآيةِ : وَطَهَّرَكِ مِنْ مَسِيْسِ الرَّجُلِ . فإن قِيْلَ : كيف يجوزُ ظُهُورُ الملائكةِ لِمَرْيَمَ وذلك معجزةٌ لا يجوزُ ظهورُها على غير نَبيٍّ ، ومريَم لم تكن نبيّاً ؟ قيلَ : لأنَّها وإن لَم تكن نبياً ؛ فإنَّ ذلكَ كان في وقتِ زكريَّا عليه السلام ، ويجوزُ ظهور المعجزاتِ في زمنِ الأنبياء عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ لغيرِهم ، ويكونُ ذلك معجزةً له . وقيل : كان ذلك إلْهَاماً لنبوَّة عيسى ، كما كانتِ الشُّهب وتظليلُ الغمَامِ وكلامُ الذِّئب إلْهَاماً لنبوَّة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم .