Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 46-46)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ } ؛ أي في مضجعِ الرِّضاع . قال مجاهدُ : ( قَالَتْ مَرْيَمُ : كنْتُ إذا خَلَوْتُ أنَا وَعِيْسَى حَدَّثْتُهُ وحَدَّثَنِي ، فَإذا شَغَلَنِي إنْسَانٌ ؛ يُسَبحُ فِي بَطْنِي وَأَنَا أسْمَعُ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَكَهْلاً } ؛ أي يُكَلِّمُ الناسَ بعدما دخلَ في السنِّ ؛ يعني قبلَ أن يرفعَ إلى السماءِ . وقال الحسنُ : ( وَكَهْلاً أيْ بَعْدَ نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } ؛ أي وِمن المرسلينَ . وقالَ الكلبيُّ : ( أرَادَ بالْمَهْدِ : الْحِجْرَ ) . روي أنَّهم لَمَّا قالُوا لَها : { يٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } [ مريم : 27 ] كلَّمَهم وهو في حِجرها فقالَ : { إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ } [ مريم : 30 - 31 ] ، وكان يومئذٍ ابنَ أربعين يوماً . فإن قيلَ : الكلامُ في حالِ كونِه في المهدِ يَعجَبُ الناسُ منه ، وأمَّا الكلامُ في الكهولَة فليسَ بعجبٍ ، فكيفَ ذكَرَهُ اللهُ ؟ قيلَ : في ذلكَ الكلامِ وفي الكهولَةِ بشارةٌ لِمَرْيَمَ في أنَّ عيسى يعيشُ إلى وقتِ الكُهولة . وقيل : تكلَّمَ في المهدِ ببَرَاءَةِ أمِّهِ مِمَّا رماها بهِ اليهودُ ، وتكلَّم بالكهولةِ بإبطَال ما ادعَّاه النصارَى من كونهِ إلَهاً ؛ لأنه كانَ طِفلاً ثم صارَ كَهْلاً ، ومن يكونُ بهذه الصِّفة لا يكون إلَهاً . والكَهْلُ في اللُّغَةِ : مَنْ جَاوَزَ حَدَّ الشَّبَاب ولَمْ يَبْلُغْ حَدَّ الشَّيْخُوخَةِ ، يقالُ : اكْتَهَلَ النَّبَاتُ إذا قَوِيَ وَاشْتَدَّ . وقيل : الكَهْلُ : هو الذي يكونُ ابنَ أرْبَعٍ وثَلاَثِيْنَ سنةً .