Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 20-20)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ؛ أي ألَمْ تَرَوا أنَّ اللهَ خَلَقَ وذَلَّلَ لِمنافعِكم ولِمصَالحِكم ما في السَّماواتِ من الشَّمسِ والقمر والنجومِ والسَّحاب والمطَرِ ، وفي الأرضِ من الأشجارِ والأنْهَارِ والبحارِ والدَّواب . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } ؛ أي أتَمَّ عليكم ووسَّعَ لكم نِعَمَهُ ( ظَاهِرَةً ) من الْخَلْقِ الحسنِ وسلامةِ الأعضاء الظاهرة ، ( وبَاطِنَةً ) من العقلِ والفهمِ والفطنة والمعرفةِ بالله . وَقِيْلَ : النعمةُ الظاهرة هي الإسلامُ ، والباطنةُ ما يخفَى من الذُّنوب ويُسْتَرُ من العوراتِ . وَقِيْلَ : الظاهرةُ ما يعلمُ الناس من حسنَاتِكَ ، والباطنةُ ما لا يعلمون من السيِّئات . وقال الضحَّاك : ( الظَّاهِرَةُ : حُسْنُ الصُّورَةِ وَامْتِدَادُ الْقَامَةِ وَتَسْوِيَةُ الأَعْضَاءِ ، وَالْبَاطِنَةُ الْمَعْرِفَةُ ) . وَقِيْلَ : الظاهرةُ الإسلامُ وما أفْضَلَ عليكَ من الرِّزق ، والباطنةُ ما سَتَرَ من سوءِ عمَلِكَ . وَقِيْلَ : الظاهرةُ نِعْمُ الدُّنيا ، والباطنةُ نِعَمُ العُقبَى . وَقِيْلَ : الظاهرةُ تسويةُ الظواهرِ ، والباطنةُ تصفيةُ السرائرِ . وَقِيْلَ : الظاهرةُ الرِّزْقُ الذي يكتسبُ ، والباطنةُ الرزقُ مِن حيث لا تحتسبُ . وَقِيْلَ : الظاهرةُ المدخل للغداءِ ، والباطنة المخرجُ للأذَى . وَقِيْلَ : الظاهرةُ نِعْمَةٌ عليكَ بعد ما خرجتَ من بطنِ أُمِّكَ ، والباطنةُ نعمةٌ عليك وأنتَ في بطنِ أُمِّكَ . وَقِيْلَ : الظاهرةُ ألوانُ العطََايَا ، والباطنةُ غفرانُ الخطايَا . وَقِيْلَ : الظاهرةُ المالُ والأولاد ، والباطنة الْهُدَى والإرشادُ . وَقِيْلَ : الظاهرة التوفيق للعبادات ، والباطنةُ الإخلاصُ من الْمُرَاءَاتِ . وَقِيْلَ : الظاهرةُ ما أعطى من النَّعماءِ ، والباطنة ما زوى من أنواعِ البلاء . وَقِيْلَ : الظاهرةُ إنزالُ القَطْرِ والأمطارِ ، والباطنةُ إحياءُ الأقطار والأنصار . وَقِيْلَ : الظاهرةُ ذِكْرُ اللسانِ ، والباطنةُ ذكر الجِنَانِ . وَقِيْلَ : الظاهرةُ ضياءُ النَّهار ، والباطنةُ ظلمة الليلِ للسُّكون والقرار . ومَن قرأ ( نِعْمَةً ) على التوحيدِ فهي واحدةُ تُبنَى على الجميعِ ، كما في قولهِ { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ إبراهيم : 34 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } ؛ يعني النَّضْرَ بن الحارثِ يخاصمُ في آياتِ الله وفي صفاتهِ جَهْلاً بغير علمٍ ولا حجَّة ، { وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } ؛ وقد تقدَّم تفسيرهُ في سُورةِ الحجِّ .