Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 27-27)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ } ؛ قال ابنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : " وَذَلِكَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ ، أتَتْهُ أخْبَارُ الْيَهُودِ فَقَالُواْ : بَلَغَنَا أنَّكَ قُلْتَ : { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } أعَنَيْتَنَا أمْ عَنَيْتَ قَوْمَكَ ؟ فَقَالَ : " بَلْ عَنَيْتُ الْجَمِيْعَ " فَقَالُواْ : ألَمْ تَعْلَمْ أنَّ اللهَ أنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَفِيْهَا أنْبَاءُ كُلِّ شَيْءٍ وَقَدْ خَلَّفَهَا فِيْنَا فَهِيَ مَعَنَا ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " التَّوْرَاةُ وَمَا فِيْهَا مِنَ الأَنْبَاءِ قَلِيْلٌ فِي عِلْمِ اللهِ " فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ " . والمعنى : لو جُعِلَ ما في الدُّنيا من الأشجار أقلاماً يكتبُ بها ، وصارَتِ الجنُّ والإنسُ كُتَّاباً ، والبحارَ مِدَاداً يَمدُّها من بعدِها سبعةَ أبْحُرٍ ؛ أي سبعةَ أمثالِ بحرِ الدُّنيا ، وكتبَ بها كلماتِ الله وحِكَمَهُ ، لانكسرَتِ الأقلامُ ، وأُعيَتِ الإنسُ والجنُّ ، وَفَنِيَتِ البحارُ قبل أن ينقطعَ كلامُ اللهِ وحِكَمُهُ ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ؛ أي عَزِيزٌ في سُلطانهِ ذُو حكمةٍ في قولهِ وأفعالهِ . وذهبَ بعضُهم إلى أنَّ معنى ( كَلِمَاتُ اللهِ ) تعالى في هذه الآيةِ : مَعانِي القُرْآنِ وفوائدهِ ، وقال بعضُهم : وهي نِعَمُ اللهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، وإن نِعَمَهُ في الآخرةِ غيرُ متناهيةٍ .