Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 32-32)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } ؛ أي إذَا أصابَهم في البحرِ مَوْجٌ كالجبالِ في الارتفاعِ دَعَوُا اللهَ مُخلِصِينَ له الدُّعاء ، { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ } ؛ من البحرِ وأهوالهِ ، { إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } ؛ أي منهم مَن يثبتُ على ذلكَ ، ومنهم مَن يجحَدُ . ثُم قال : { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } ؛ أي لاَ ينكِرُ دلائلَ توحيدِنا ، { إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ } ؛ أي غَدَّارٍ ، { كَفُورٍ } ؛ أي أكثرَ الكُفْرَ بآياتِ الله ونِعَمِهِ . والْخَتْرُ في اللُّغة : أقبحُ الغَدْر . والظُّلَلُ : جمعُ ظُلَّةٍ وهي السَّحابةُ التي ترتفعُ فتغَطِّي ما تحتَها . وإنَّ هذه الآيةَ كانت سببَ إسلامِ عِكْرِمَةَ بن أبي جهلٍ ، وذلك أنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ ، أمَّنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ إلاَّ أرْبَعَةَ نَفَرٍ ، فَإنَّهُ قَالَ : " اقْتُلُوهُمْ ، وَلَوْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِيْنَ بأَسْتَار الْكَعْبَةِ : عِكْرِمَةُ بْنُ أبي جَهْلٍ ، وَعَبْدُاللهِ بْنُ الأَخْطَلِ ، وَمَقِيْسُ بْنُ صَبَابَةَ ، وَعَبْدُاللهِ بْنُ سَعْدِ بنِ أبي سَرْحٍ " . فأمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ فِي الْبَحْرِ ، فَأَصَابَهُمْ ريْحٌ عَاصِفٌ ، فَقَالَ أهْلُ السَّفِيْنَةِ : أخْلِصُواْ فَإنَّ آلِهَتَكُمْ لَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً هَا هُنَا ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ : ( لَئِنْ لَمْ يُنَجِّنِي فِي الْبَحْرِ إلاَّ الإخْلاَصُ مَا يُنْجِيْنِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ ) ثُمَّ قَالَ : ( اللَّهُمَّ إنَّ لَكَ عَهْداً إنْ أنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أنَا فِيْهِ أنْ آتِيَ مُحَمَّداً حَتَّى أضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ ) فَجَاءَ فَأَسْلَمَ .