Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 23-26)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَولُهُ تَعَالَى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } ؛ أعطيناهُ التوراةَ جُملةً واحدةً ، { فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ } ؛ وعَدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن سيَلقى موسَى قبل أن يموتَ ، ثم لَقِيَهُ في السَّماء ليلةَ المعراجِ أو في بيت المقدس حين أُسرِيَ به ، والمعنى : فلا تكن في شكٍّ من لقاءِ موسى . قال ابنِ عباس : ( ( يَعْنِي لَيْلَةَ الإسْرَاءِ ) ) . ويقال : أرادَ به لقاؤهما في الجنَّة . ويقال : أرادَ به لقاءَ الله . ويقال : أرادَ به أن يلقَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم من قومهِ الأذى مثلَ ما لَقِيَ موسى من قومهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } ؛ أي جعَلنا التوراةَ هُدًى لبني إسرائيلَ من الضَّلالة ، { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } ؛ أي جعَلنا من بني إسرائيل أئمَّة ، { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } ؛ يدُلُّون الناسَ على ديننا فيُقتدَى بهم ، فهم أنبياؤهُم ومَنِ استقامَ منهم على الدِّين . وقوله تعالى : { لَمَّا صَبَرُواْ } ؛ أي لما صبَرُوا جعلناهم أئمَّة ، كأنه قال : إنْ صبَرتُم على طاعتنا وصبرتُم على معصيتنا جعلناكم أئمَّة . قرأ حمزةُ والكسائي : ( لِمَا صَبَرُوا ) بكسرِ اللام وتخفيف الميم ؛ أي لِصَبْرِهِمْ . ومعنى القراءةِ الأُولى : حين صَبَروا . والمعنى : لَمَّا صبَروا على دينهم وعلى البلاءِ من عدوِّهم بمصر ، { وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } ؛ أي ولكونِهم موقنين بآياتِنا . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ } ؛ أي هو الذي يقضِي بين المؤمنين والكفار يومَ القيامة ، { فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ؛ من الدِّين . ثم خوَّفَ كفارَ مكة فقال : { أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } ؛ أي أوَلَمْ يتبيَّن لهم آثارُ عذاب الاستئصالِ فيمَن أُهلِكَ قبلَهم من الأُمم الماضية المكذَِّبة ما يكون عبرةً لهم ، يَمشُونَ في مساكنِ المهلَكين على منازلهم وقُراهم ، مثل آثار عادٍ وثَمود وقومِ لوط وغيرهم ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ } ؛ أي إنَّ في إهلاكِنا إياهم بالتكذيب ، { لآيَاتٍ } ؛ لدلالاتٍ واضحة لِمَن بعدَهم ، { أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } ؛ سماعَ القبول والطاعةِ . ومن قرأ ( أوَلَمْ نَهْدِ ) بالنون ، فالمعنى بإضافةِ الفعلِ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ .