Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 28-29)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ } ؛ وذلك أن كفارَ مكة كانوا يُؤذون أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقولون : يوشِكُ أن يكون لنا يومٌ نستريحُ فيه من شِركهم ، فكان الكفارُ يهزَءون بهم ويقولون : متى هذا الفتحُ ؛ أي الحكمُ الذي بيننا وبينكم ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ؛ فيما تقولُون . والمعنى : أنَّ كفارَ مكة يقولون : متى هذا الفتحُ ؛ أي القضاءُ وهو يوم البعثِ ، يقضي فيه اللهُ بين المؤمنين والكافرين . فقالَ اللهُ تعالى : { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ } ؛ يعني يومَ القيامة ويومَ القضاءِ والفصل ، { لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ } ؛ لو آمَنُوا يومئذٍ ، { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } ؛ أي ولا هم يُمهَلون ، ولا يؤخَّرون لمعذرةٍ أو توبة ، ولا تؤخَّرُ عنهم عقوبتُهم . وعن ابنِ عبَّاس في هذه الآيةِ : ( ( الْمُرَادُ بالْفَتْحِ فَتْحُ مَكَّةَ ، وَأنَّ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي بَنِي خُزَيْمَةَ ، كَانُوا هُمُ الَّذِينَ يَسْتَهْزِئُونَ بأَصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَانَ أصْحَابُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَذَاكَرُونَ وَهُمْ بمَكَّةَ فَتْحَ مَكَّةَ لَهُمْ . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ تَكَلَّمَتْ بَنُو خُزَيْمَةَ بكَلِمَةِ الإسْلاَمِ ، فَقَتَلَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ إسْلاَمَهُمْ ) ) وَكَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " اللَّهُمَّ إنِّي أبْرَأُ إلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدُ " .